وجاء هولندي آخر هو آرنولد هوبراكن بكتابه (الواصف الكبير) في ثلاثة أجزاء، طبعت في أمستردام أيضاً سنة ١٧٢٨، والتي كانت أساس دراسة الفن في هولندا كلها.
أما في ألمانيا فقد ألف المؤرخ يواخيم فون ساندرت كتابه الباهر (أكاديمية العمارة والنحت والتصوير) المطبوع في لومبرج سنة ١٦٧٥ - ١٦٧٩ للمرة الأولى، والذي كتب عنه كل المشتغلين بالفن من معاصريه كتابة ذات صفة علمية.
على أنه من الضروري أن نقول بأن الاشتغال بالتأريخ الفني كان خلال القرن السابع عشر قاصراً في الغالب على دراسة الفن القديم. هذا إلى جانب وجوب التنويه بأن بعض المشتغلين بتأريخ الفن وجهوا اهتمامهم إلى ناحية الفنون الصغرى الدقيقة كأشغال المعادن وما إليها من أدوات التحلية؛ وقد ظهر في هذا المجال كتاب قيم لبرناردي مونفاكو، وهو مكون من خمسة عشر جزءاً طبع في باريس سنة ١٧١٩ - ١٧٢٤ ' طبعاً رائعاً وشمل الكثير من الصور الجيدة، ومن دون نزاع أول مؤلف أوضح في جلاء كل المخلفات في العصر القديم، والتي كانت ظاهرة للعيان في تلك الأيام.
وكان الفضل في انتشار هذا المؤلف ورواجه راجعاً إلى كتاب آخر ألفه النبيل كالوس وفيه أشاد بذكر هذا المؤلف في كتابه ' (سبعة أجزاء طبع باريس ١٧٥٢ - ١٧٦٧).
وظل الحال في ألمانيا على ما هو عليه منذ ساندرت إلى القرن الثامن عشر عندما أخرج يوهان فردرش كرست وزميله جينزر مؤلفهما العلمي عن الفن القديم. هنا انضم إليهما أهل العلم والفضل من مدينة درسدن الذين كانوا عاكفين على كتب الفرنسيين لأنها كانت الكتب التي يمكن الرجوع إليها في ذلك الحين لعدم وجود غيرها.