أن ينالوا بالوساطة كل شئ. . . والتبعة في كل ذلك تقع على ولاة الأمور الكبار في مجموعهم، فإهمال سواد الموظفين مصالح الناس لا يقع إلا من إغضائهم؟ وتسابق المتسابقين لنيل ما يبغون بالحق أو الباطل ناشئ مما يصنعه أولئك الكبار (المحسوبين) مما يعرفه الناس ويذكرونه محتجين به عندما ترد مطالبهم
فلو عولج كل ذلك لما أضطر الجمهور ولا تسابق الطالبون إلى الهجوم والضغط على ولاة الأمور، ولو وجد هؤلاء الأولياء أنفسهم في غير حاجة إلى الحجاب ومن يدفعون عنهم المحلفين، بل لوجدوا أنفسهم في غير حاجة أيضا إلى الحجرات الفسيحة والأثاث المنضود، لقلة القصاد، وانحسار ما يضفيه عليهم المتوددون والمتزلفون. وأن أكثر ما نراه من الاعتزاز بالمناصب إنما هو الحقوق المضيعة. . .