ولست أخفي على قراء (الرسالة) أني تهيبت العودة إلى ساحتها، وكل ما فيها رشيق دقيق. تهيبت تهيب من يخشى لأمانته حسن قدره للأمور مع الرغبة في الوفاء
وقمت في بكور اليوم إلى مكتبي أسجل هذه السطور القليلة؛ ويقوي من عزمي ما أعلم من أن الأدب أوسع صدراً وأبر بمن ينسب إليه، أو يحاول قربه من أن يرده خائباً، أو أن يطوى عنه ستره
ومنذ سنة ١٩٣٦ لم أكتب شيئاً، ومن العجب اتفاق التاريخين.
وما كدت أكتب السطر الأول في تعليقي على ما رأيت حتى ذكرت (الخط الأول) الذي أشار إليه ناظر الزراعة. فالخط الأول في كل سعي هو أشقه! أو لم يقبل الزارعون إثر الخط الأول في الحرث؟ وإذن فلتقبل معاني الأدب وعظاته ما تم الخط الأول في المحاولة
ومن أروع ما قرأت حكمة لأبي شرف الأندلسي عنيت بها قديماً، حتى نقشتها في رحبة داري وجعلتها خلف الباب، لتكون أمامي وأمام أولادي شحذاً للعزم، متى همّ أحدنا بالخروج. قال أبو شرف:(إذا خرجت من دارك، فقد قطعت ثلثي الطريق).