في (بخلاء) الجاحظ، في رسالة أبي العاص بن عبد الوهاب الثقفي: البخيل عند الناس ليس هو الذي يبخل على نفسه فقط، فقد يستحق عندهم اسم البخيل ويستوجب الذم ولا يدع لنفسه هوى إلا ركبه، ولا حاجة إلا قضاها، ولا شهوة إلا بلغ فيها غايته، وإنما يقع عليه اسم البخيل إذا كان زاهداً في كل ما أوجب الشكر، ونوه بالذكر، واذّخر الأجر. وقد يعلق البخيل على نفسه من المؤن، ويلزمها من الكلف، ويتخذ من الجواري والخدم، ومن الدواب والحشم، ومن الآنية العجيبة، ومن البزة الفاخرة، والشارة الحسنة ما يربي على نفقة السخي المثري وجود الجواد
٥٩١ - إذا ماتوا لم يخلفوا شيئاً
قال الصفدي: كان أبو الحسين بن السماك يتكلم على رؤوس الناس بجامع المدينة، وكان لا يحسن شيئاً إلا ما شاء الله، وكان مطبوعاً بالتكلم على مذاهب الصوفية فرفعت إليه رقعة فيها:(ما تقول السادة الفقهاء في رجل مات وخلف كذا وكذا) فلما فتحها ورأى ما فيها من الفرائض رماها من يده وقال: أنا أتكلم على مذاهب أقوام إذا ماتوا لم يخلفوا شيئاً