ويقول الإمام مالك: لم يدرك عمر، ولكن لما كبر أكب على المسألة عن شأنه وأمره. ويقول ابن معين: رأى سعيد عمر وكان صغيراً ابن ثماني سنين، وهل يحفظ ابن ثماني سنين شيئاً؟
شيوخه وتلاميذه
أخذ سعيد بن المسيّب علمه عن أبى هريرة - وكان زوج ابنته - وجل روايته المسندة عنه. وسمع من عمر وعثمان وعلى. وسمع من أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم: عائشة وأم سلمة. وكان يقال: ابن المسيّب رواية عمر، قال الليث: لأنه كان أحفظ الناس لأحكامه وأقضيته، وروي عن أبى ذر، وجبير بن مطعم، وحكيم بن حزام، ومعاوية، وسعد بن وقاص، وخولة بنت حكيم، وغيرهم.
وروى عنه جماعة من أعلام التابعين منهم عمر بن عبد العزيز ومحمد بن شهاب الزهري، وعمرو بن دينار، وقتادة، وابنه محمد، وأبو الزناد، وعطاء بن أبى رباح، ومحمد الباقر، ويحي بن سعيد الأنصاري، وغيرهم كثير.
علمه وأقوال العلماء فيه
قال سعيد: ما بقى أحد أعلم بكل قضاء قضاه رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أبو بكر ولا عمر مني. (قال الراوي إبراهيم ابن سعد عن أبيه) وأحسبه قال وعثمان ومعاوية.
وقال يزيد بن مالك: كنت عند سعيد فحدثني بحديث فقلت له: من حدثك بهذا؟ فقال يا أخا أهل الشام خذ ولا تسأل فأنا لا نأخذ إلا عن الثقات.
وقال مالك: بلغني أن سعيد بن المسيّب قال: إن كنت لأسير الأيام والليالي في طلب الحديث الواحد
وقال قدامة بن موسى الجمحي: كان سعيد بن المسيّب يفتي وأصحاب رسول الله صلى الله عليه أحياء
وقالوا: كان سعيد جامعاً، ثقة، كثير الحديث، ثبتاً، فقيهاً، مفتياً، مأموناً، ورعاً، عالياً، رفيعاً
وقال محمد بن يحيى بن حبّان: كان رأس من بالمدينة في دهره، المقدّم عليهم في الفتوى سعيد بن المسيّب، وكان يقال: هو فقيه الفقهاء