أجل، في كياني عصارة حياة لن أبتاع بها كوثر الأوهام!
هذه الكلمات (النظيفة) يوجهها أستاذ جامعي (فاضل) إلى حبيبته، أو إلى عشيقته. وأنقلها إليك من آخر كتاب أصدره الأستاذ (فاضل) الذي يشعل كرسي الأستاذية (الموقر) في جامعة إبراهيم، ويشرف بمثل هذه الأخلاق (العالية) على تربية جيل من الشبان والفتيات. . الفتيات آلائي دفع بهن الآباء إلى الجامعة، وتركوهن وديعة بين يدي الأستاذ (الجليل)!
إن القلم ليتعثر في يدي وأنا أنقل إليك مثل تلك الكلمات المخزية المخجلة، الداعرة الفاجرة، الهابطة الساقطة، التي تتمرغ في الوحل وتستقر في الحضيض. . وما كنت أحب والله أن ألطخ بمثل تلك الكلمات صفحات الرسالة ولكنه الحرص على سمعة الجامعة؛ ولهذا نقلت كلمات الأستاذ (فاضل) لأقدمها مع الأسى والأسف إلى معالي وزير المعارف، وإلى مدير جامعة إبراهيم، وإلى عميد كلية الآداب بتلك الجامعة، وإلى الآباء الذين تركوا فتياتهم كما قلت وديعة بين يدي هذا الأستاذ الذي يصور للناس طبيعة تكوينه الخلقي والنفسي في صفحات كتاب! إنني أقرأ مثل تلك الكلمات وما هو أكثر منها هبوطا ومع ذلك لا أعترض؛ على أصحابها لأنهم ليسوا أساتذة في الجامعة. . إن الأستاذ الجامعي بحكم منصبه وطبيعة مكانه مسئول عن تقويم الأخلاق وتهذيب المشاعر، قبل أن يكون مسئولا عن تثقيف العقول وتوجيه الأذهان. وهو بعد ذلك يجب أن يكون مثلا طيبا وقدوة حسنة لجيل يترسم الخطى ويقتفي الأثر وهو على أهبة الخروج إلى الحياة، خطى المشرفين عليه وأثر الموجهين له من الناحية الخلقية قبل الناحية العقلية!
ماذا يكون شعور جيل من الطلبة والطالبات نحو هذا الأستاذ الجامعي؟ وماذا تكون نظرته إليه وتأثيره به، إذا كان هذا الأستاذ ينسى واجبه ومسئوليته، ويتخلى عن حياته ووقاره، ويهبط في تصوير خواطره ومشاعره إلى مستوى السوقة أو مستوى الصبية المراهقين؟! وماذا يقول مدير جامعة إبراهيم وعميد كلية الآداب بتلك الجامعة، ماذا يقول كل منهما الآباء والقراء عن هذا الأستاذ (المراهق) الذي يريد أن يستمتع بالأعطاف والأرداف، ويحب أن يستروح أريج الشهوة الفاغم، ويود أن ينتحر بين النهود، وتعاف نفسه طعم الحلال وتشتهي طعم الحرام، ويرمي الناس بأن قيمهم المقدسة هي عنده قيم مدنسة، لأنه