يستشعر الدنس في أعماق ذاته ويعترف به غير حياء، ثم ينتهي إلى أن الخالق والمخلوق في نظره سواء؟! إنني أود أن يتفضل أحدهم فيقنعني بأنه لا ضمير على الجامعة من أن يكون فيها أساتذة من هذا الطراز؛ يخرجون كتبا من هذا الطراز، ويشرفون على توجيه جيل يواجه الحياة بسلاح الخلق قبل أن يواجهها بسلاح العلم ليطمئن إلى المصير. .
أود أن يقنعني مدير جامعة إبراهيم أو عميد كلية الآداب بأن السمعة الخلقية للجامعة لا يمكن أن ينال منها أستاذ كالدكتور عبد الرحمن بدوي، وأن السمعة العلمية لا خوف عليها من كتاب ككتابه (الحور والنور)!. هذا إذا لم تكن هذه السمعة قد اهتزت بعد فضيحة (الإشارات الإلهية)!!
شعراء في الميزان:
لقد ظهر في عالم الأدب كتابك الأول يحمل بين دفتيه ألوانا من الفن، وأقباسا من العلم، وأفانين من الأدب اللباب. ولقد قرأت فاستمعت، وفكرت فاقتنعت، وأحسست فعشت بين النجوم لحظات. أعيدها كلما دفعني القلب، وأحسست يداي إلى عناق الكتاب، وطالما سرت معك في كتابك جنبا إلى جنب، ويدا في يد، وروح مع روح، غير أنك في نهاية الطريق تركتني لأسير وحدي في طريق آخر، وإن كنت ما أزال أراك!
هناك حيث تحدثت عن (وميض الأدب بين غيوم السيلسة) لإبراهيم دسوقي أباظة باشا، وهناك حيث امتد الحديث إلى الشاعر محمود غنيم. . لقد أنكرت شاعرية هذا الشاعر وأسرفت في الإنكار مما دفع بي لأن أقول لك: شيئا من الرفيق ليجمل النقد، وكثيرا من العدل ليستقيم الميزان! ترى هل يكون ذلك بعض الشرر من ثورتك المنادمة على (وميض الأدب)؟ أم هو عدم ارتياحك لشاعر يخالف مذهبك في (الأدباء النفسي)؟ إنني آمل أن تضع الشاعر في مكانه من شعراء، العصر، وإن تضع شعره في مكانه من موازين النقد
مصطفى محمود أحمد
مليج منوفية
أشكر للأديب الفاضل جميل رأيه في الكتاب وحسن ظنه بمؤلفه، وأشكره مرة أخرى أو أشكر القراء في شخصه لإقبالهم على كتابي الأول هذا الإقبال الذي قلت عنه مرة أنه