للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أخجل القلم في يدي، القلم الذي ظلمهم يوما حين نعتهم بأنهم لا يقرئون. . بعد هذا أبادر فأقول له: إن رأيي في الشاعر محمود غنيم ليس بعض الشرر من ثورتي المندلعة على (وميض الأدب)، لأنه رأي قديم يسبق ظهور هذا الكتاب الذي هيأ له الفرصة لأطلع به على جمهرة القراء! وإذا كان هذا هو رأيي في شعر الأستاذ غنيم، فأود أن أؤكد للأديب الفاضل أنني لن أتحول عنه في يوم من الأيام إذا تحول هذا الشاعر عن فهمه لحقيقة الشعر: واستطاع على هدى هذا الفهم أن يسير في ركب الشعراء المحلقين. . ولقد كفاني الأديب صاحب الرسالة مشقة التفسير والتبرير، حين أصاب الهدف في الشق الأخير من سؤاله وأشار إلى مذهب الأداء النفسي تلك الإشارة التي تحمل بين طياتها الجواب!

وما دمنا ندور حول هذا الأداء في الشعر وننكر كل ما عداه، فمن الطبيعي أن نعترف بشعراء من طراز على محمود طه وإيليا أبي ماضي ومحمود حسن إسماعيل؛ وألا نقيم وزنا لغيرهم. . لأن ممن يرى أن الشعر كل (كلام) مقفى وموزون! هذا رأي أقدمه خالصا لوجه الله والفن، وإن القراء ليعرفون أنني لا أتحامل على الخصم ولا أجامل الصديق، بل ما أكثر الأصدقاء الذين أغضبهم رأيي في أدبهم فضنوا على بودهم وانتقلوا إلى معسكر الخصوم. . ومع ذلك فإنا كما قلت غير مرة لا أحب أن أتحكم في أذواق الناس، لأنه لا يدهشني أن يوجد مثلا من يفضل محمود غنيم على أمير الشعراء؛ بعد أن فضل عليه الرصافي فريق من الناس يجيد النكتة كما يجيدها بعض الظرفاء!

أنور المعداوي

<<  <  ج:
ص:  >  >>