للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بن طولون أهم الآثار العربية في مصر وأقدم شاهد على المدنية الإسلامية فيها. ودحض المؤلف فكرة أن هذا الجامع كان من مساجد المعسكرات. وهي فكرة رائجة بين عدد من علماء الفرنجة

ثم جاء في الفصل الثالث على ذكر العمارة الحربية والمدنية التي لم يبق منها لعهد الأسرة الطولونية سوى قاطر بن طولون. إلا أن مؤرخي العرب ومؤلفي الخطط أفاضوا في وصف مدينة القطائع والبيمارستان وكذا القناطر. وذكر المؤلف بعض تفاصيل شائقة عن تأسيس مدينة القطائع وعن قصر ابن طولون بها الذي حاكى به قصور الخلفاء في سامرّا. وجاء بوصف ممتع للقصر وما حوى وما أضافه ابنه خمارويه عليه من أبنيه وحدائق. وكان لتنقيب دار الآثار العربية وعثورها في صيف سنة ١٩٣٢ على أطلال منزل طولوني بالتلال المجاورة لأبي السعود الفضل في الاستدلال على بعض قواعد وأصول العمارة المدنية الخاصة بالعصر الطولوني. وذكر المؤلف أن قناطر ابن طولون شيدت في الجهة الجنوبية الشرقية من مدينة القطائع. ولازالت بعض عقود القناطر قائمة حتى اليوم ومنها يستدل على متانتها وبديع الصناعة فيها: والمعروف أن المهندس النصراني الذي تولى لابن طولون بناء هذه العيون هو نفس المهندس الذي شيد له فيما بعد المسجد الجامع

أما زخرفة المباني للعهد الطولوني التي وردت في الفصل الرابع من الكتاب، فهي اكثر الفنون التي تأثرت بالصناعة العراقية والفن الذي ازدهر في سامرّا. وعالج فيها المؤلف مشكلة اختلف فيها العلماء وهي هل كان موطن هذه الزخارف ومكان نشأتها البلاد المصرية، أم أن الزخارف الطولونية مأخوذة عن الزخارف العراقية في سامرّا؟ ورأى المؤلف في الجمع بين الرأيين حلا لمشكلة: وقد حلل الدكتور محمد حسن الزخارف إجمالاً تحليلاً دقيقاً، لا نستطيع إلا أن نحيل القارئ إلى ما كتبه عنها

ثم انتقل في كتابه إلى الفنون القديمة، ومهد لها بكلمة جامعة قيمة. وأتى في الفصل الأول على تاريخ صناعة النسج في مصر وتطورها، فاستغنى شيئاً فشيئاً عن الرسوم الآدمية والحيوانية التي كانت في الفن القبطي، وقوى الميل إلى الزخارف الهندسية، كما لعبت الكتابة دوراً هاماً في هذه الصناعة. وكانت صناعة الحرير والقطن والكتان من الجودة بدرجة إن المباراة بين الكنائس والمساجد والأسواق الخارجية كانت تتزاحم للحصول على

<<  <  ج:
ص:  >  >>