وخلق كامنين، اتياه من طريق الوراثة، أو تجمعا فيه بطريق التلباثي ولكن عددا من الباحثين الذين انقطعوا لدراسة مثل هذه الظاهرة يذهبون إلى تفسير آخر، وهو أن الشخصية الثانية روح مستقلة عن الشخص الاصلي، تستطيع بكيفية تشبه التأثير المزمري أن تنميه، وتتسلط على عقله الباطن، فيكون أداة اتصال بينها وبيننا ويزعمون أنه بهذه الوسيلة يمكن وأمكن التخاطب مع أرواح الموتى. فما يسميه علماء النفس بالشخصية المزدوجة يعتبره هؤلاء الباحثون نوعا من الوساطة الروحية، ويسمونه وساطة الذهول
يتضح مما سبق أن الخلاف على تعليل هذه الظاهرة العجيبة كبير، وأن الباحثين حيالها شيع ثلاث.
فهناك المطمئنون إلى تركها شاغرة من غير تعليل، لفرط غموضها ولكن ليست هذه بالروح العلمية، إذ الواقع أن تعليلا خاطئا خير من لا تعليل، فهو يفتح باب البحث على الاقل، ويقود يوما ما إلى التعليل الصحيح.
وهناك الذين يعزونها إلى العقل الباطن، وهو رأي يستمد قوته من المحافظة على المذهب المادي، وتلافي كل افتراض روحي وفيما عدا ذلك لا يوجد ما يؤيده.
وهناك القائلون بالفرض الروحي، وهؤلاء يبنون أقوالهم على درس وتجريب طوال نصف قرن أو يزيد، وفيهم رجال يزنون القول ويقدرون المسئولية، مثل سر اليفر لدج، فنفى أقوالهم ليس باليسير، سيما إذا كان النفي من غير اختبار.