ومن خلف هذين البابين عثر الكاشف على بئر وجدت بعد تفريغها منتهية إلى حجرة صغيرة منحوتة في الصخر، وفي هذه الحجرة عثر على تابوت من الصخر أيضاً فيه الهيكل العظمي للكاهن (نخت كا) ملفوفاً بالذهب.
وقد عثر في هذه المقبرة على ١٥ آنية من النحاس بينها طست وإبريق لا يختلفان عما يصنع منهما الآن، وكذلك عثر على أطباق ومعدات للأكل موضوعة على شكل مائدة استعداداً لتناول الطعام عندما يبعث صاحب المقبرة، كما عثر بالقرب من هذه المائدة على عظام الثيران التي نحرت وأعدت للطعام.
وعلى جدران المقبرة نقوش تمثل الحياة المصرية، فمنها ما يمثل جوقات رقص وموسيقى، وفي مقدمة الآلات الموسيقية القيثارة والصفارة وإلى جانب هذه النقوش الفنية ما يمثل نوعاً من أنواع التحتية عند قدماء المصريين وهي التحتية الخاصة بقدامى القرابين إلى الكاهن الأكبر، فقد كان كل منهم يتقدم نحو الكاهن وهو يجر بيمناه الثور في حين أنه يلتفت إلى المكان ويضع يسراه على صدره بحيث تلمس الأصابع أعلى الكتف.
إلى زميلنا المهذب صاحب (المكشوف)
شوهت - سامحك الله - في ذهني صورة جميلة كانت للمكشوف. فقد اعتقدت - وكنت على وشك أن أعلن هذا الاعتقاد - أن مجلة (العصبة) في سان باولو، وجريدة (المكشوف) في بيروت، تكتبان اليوم فصلاً قيماً في تأريخ الأدب العربي الحديث؛ وأن العصبة الأندلسية الكريمة التي تصدر تلك المجلة في المهجر، وعصبة العشرة التي تحرر هذه الجريدة في الموطن، إنما تجريان على تقاليد لبنان العربي فتتمان ما بدأ به آل اليازجي وآل البستاني وأضرابهم من رجال الفكر والترجمة والصحافة والتمثيل الذين عاونوا مصر على إحياء هذه النهضة؛ وأن هؤلاء الأدباء الأوفياء إنما هم حجة العربية والعروبة على هذا الأدب الدخيل الذي يستمد وجوده من فينيقية القديمة وفرنسا الجديدة ثم يزعم للأغرار أنه أدب لبنان!
نعم كنت أعتقد في المكشوف ما أعتقد في العصبة حتى قرأت في عدده الأخير مقالاً وجهته إليّ فزعزع في نفسي أساس هذه العقيدة!
ما رأيك في رجل تكلمه في موضوع عام في الأدب فيقول لك: إنك شتمتني فأنا أشتمك؟!