تتوسط تقريباً الصحراء الكبرى بين وادي النيل وشواطئ المحيط الأطلسي وتكون هضبة يبلغ مستوى ارتفاعها ٥٠٠ متراً فوق مستوى البحر وإن كان يتخللها وديان ومنخفضات تهبط أحياناً إلى ١٥٠ متراً تحت سطح البحر.
٦ - فهي تتمتع بمركز ممتاز جعل منها لعدة قرون مضت ممراً للطريق البرية، وأصبحت عاصمتها (مرزوق) في وقت ما مركز تجمع القوافل التي كانت تسير من بلاد المغرب ومن مصر وطرابلس وبرقة في اتجاهها إلى بلاد السودان وأواسط أفريقيا.
٧ - فالطريق من مصر كان يمر بالجغبوب وجالو وزيلا إلى مرزوق ومنها يتجه جنوباً إلى الأقاليم السودانية، وأحياناً يتجه إلى حوض النيجر وتمبو كتو.
والمطلع على كتب التاريخ القديمة يذكر الجاليات السودانية التي كانت تأتي من دكرور وتقطن وادي النيل ويحيطها كثير من ملوك مصر وسلاطينها بعطفهم أيام دولتي المماليك، ثم أتى وقت كانت فيه كل من غات ومرزوق منزلين مهمين من منازل الحجاج المسلمين في طريقهم من غرب أفريقيا. وأخيراً فقد المدينتان هذه الأهمية بعد أن أتخذ الحجاج طرق البحر، وبعد أن أضاعت الإمارات الإسلامية استقلالها في أفريقيا وخرجت الجهات والواحات التي كانت يوماً ما آهلة بالسكان، عامرة بالمزارع.
ومع هذا فليس ببعيد أن تسترد هذه المناطق منزلة قد تفوق منزلتها الأولى، إذ أن النصف الثاني من القرن العشرين يخبئ لنا الكثير من المفاجآت وأهمها العودة إلى الطرق العتيقة التي كان أسلافنا يقطعونها في أيام فإذا بالسيارات تقطعها في ساعات.
ثلاثة تواريخ هامة يجب أن نضعها أمام حضراتكم حينمانتحدث عن فزان:
من مارس سنة ١٩١٤ احتلت إيطاليا مرزوق وخرجت منها في ديسمبر من نفس السنة.
في عام ١٩١٧ استردها الأتراك ثم تركوها لأهلها سنة ١٩١٨ حتى استعادها الطليان سنة ١٩٢٩
في ١٢ يناير سنة ١٩٤٣ دخلتها قوات فرنسا الحرة ولا تزال تحتلها إلى اليوم.
وقد أعلن هذا الفتح في بلاغات ثلاثة عسكرية:
الأول: يصف العمليات الحربية الأخيرة في الشمال ويعين الجنرال دلانج حاكماً عسكرياً.