الثالث: يعدد الأسرى والمغانم ويشيد بعمل الفرق السنغالية التي اشتركت في المعركة.
٩ - وفي ١٧ يناير سنة ١٩٤٣ أصدر الجنرال ديجول بياناً للسكان جاء فيه:
إلى أهالي فزان الشجعان الكرماء:
أحييكم باسم فرنسا التي حررت بأسلحتها أراضيكم، وستأخذ من الآن فصاعداً على عاتقها حمايتكم.
إن فرنسا ستبقي في فزان وفي غيرها الصديقة المخلصة لرعاياها المسلمين.
لقد ترتب على هزيمة العدو المشترك أن أصبحت مقاطعتكم تتمتع بالأمن والرفاهية تحت سيطرة فرنسا.
١٠ - ومن ذلك اليوم، ظهرت نوايا فرنسا في أن تنتدب على فزان وجاهرت بأنها جزء متمم للمستعمرات الفرنسية أقرب إلى الجزائر وتونس منها إلى ليبيا وبرقة.
بل جاهر رجال فرنسا بأنها المحطة الرئيسية للطريق الجوي بين مدغشقر وفرنسا.
وقيل أن بريطانيا وأمريكا سوف لا تعارضان في الضم إذا قبلت فرنسا بعض الاشتراطات.
١١ - فما هي فزّان حتى تصبح ذات أهمية وموضوع خاص؟ جاء في معجم البلدان لياقوت الحموي:
هي ولاية واسعة بين الفيوم وطرابلس الغرب تقع في الإقليم الأول، بها نخل كثير، ومدينتها زويلة السودان والغالب على ألوان أهلها السواد.
وقد ذكرهم جرير في شعر له فقال:
قفراً تشابه آجال النعام به ... عيداً تلاقت به فزان والنوب
مما يشعر أن فزان كان اسماً يطلق على جنس أو قبيل من الناس، والمسألة تحتاج إلى تحقيق.
١٢ - ولن أترك هذا القسم من الحديث دون أن أشير إلى باب مشهور من أبواب القاهرة هو باب زويله المعروف باسم باب المتولي، فقد أطلق عليه هذا الاسم نسبة إلى جنود الدولة الفاطمية الذين كانوا من هذه المنطقة من أقاليم الصحراء الكبرى.
١٣ - من السهل التعرض إلى وصف الإقليم الفزّاني ومظاهر الطبيعة وتضاريسها من