للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

رجل فظ غليظ جافي اليد واللسان. وأراد شيخي أن يبطش بي ولكنه وجدني لين العود لين العظم ضئيل الجسم فنخشى إن هو ضربني أن أتحطم تحت يده أو تحت عصاه، فنهرني في شدة ثم جذبني من أذني جذبة خِلتُ معها أن رأسي قد انشطر لها شطرين. ورضي الشيخ علي ولكن (قصيدتي) مازالت تلاحقه في كل مكان ويترنم بها كل لسان.

ورضيت نفسي بما فعلتُ. ومرت الأيام والشيخ علي يزداد كراهية لي ومقتاً، وأنا أتمادى في إغاظته وإثارته، وهو لا يستطيع أن يثأر مني خشية لساني وجرأتي، وإبقاءً على ما يرسله أبي من مال وطعام.

وجاء ابن عمي من القرية - ذات مساء - يحمل معه الطعام والنقود، وأسررت له أمراً ووافق هو، فلم تمض ساعة حتى كنت أنا وابن عمي والطعام والنقود جميعاً في حجرة الشيخ حسن.

لقد انفلت الطائر الغرِّيد من قفصه ليذر صاحب القفص - الشيخ علي - يندب صحبتي حين فقد أطايب الطعام وهي تهطل عليّ من القرية فأتنسم ريحها ولا أتذوقها، وحين فقد مال أبي وهو كان يستمتع به وأنا أقاسي مرارة الحرمان.

فوداعاً، وداعاً، أيها الشيخ ألقمي، فما في شراهتك وأنانيتك وبخلك ما يدفعني إلى أن أقول لك: إلى اللقاء. . .

كامل محمود حبيب

<<  <  ج:
ص:  >  >>