وخرجت منها دون أن أتأبط ذراع عريس الأحلام بجانب (الليسانس) كما يدعي الأستاذ المعداوي، بل جاهدت طوال سنوات الدراسة في سبيل العلم والمعرفة والثقافة، العلم الذي ستظل به المرأة أداة هامة في ذلك المجتمع المنحل الفاسد، والمرأة التي هي روحه كما يقول الكاتب الفيلسوف (برناردشو): إذا كان الرجل هو المجتمع فالمرأة روحه!
يظهر أن المرأة التي حطمت تمثال الأمل الجميل بين حنايا قلبه، قلب الأستاذ المعداوي، وأقصته عن محراب شبابها وجنة حبها بالأمس، وألهمته (من الأعماق) و (من وراء الأبد)، يظهر أن هذه المرأة هي التي أثارت كوامن الحقد الدفين بين جوانحه على كل امرأة في الوجود! وما لك تذهب بعيداً وسطوره التي كتبها بأحد أعداد (الرسالة) أيضاً عن الكاتبة الأدبية السيدة أمينة السعيد، تطالعنا الآن يوم أن كتب إليه أحد الأدباء رسالة يستوضحه فيها رأيه عما كتبته الأديبة المصرية وما كتبه هو عن طبيعة (لورد بايرون)، وإنتاجه الذي خلده التاريخ بين (عبقريته وحرمانه). لقد كان رده أبلغ دليل على تجنيه على الحقائق التي حدثنا بها التاريخ الأدبي عن هذا الشاعر العظيم، وما زالت عباراته التي وجهها إلى الكاتبة الأدبية على صفحات (الرسالة) تطالعني في كل وقت، يوم أن كتب بالحرف الواحد:(ولعل في هذه العجالة ما يهدي الأديبة المصرية إلى معالم الطريق)!
بقي شيء بعد ذلك هو أوضح برهان على أنه لا يبغي من وراء هذا النقد إلا التجريح والتشهير بمن يكتب عنهم، وأعني به المعركة الأدبية التي أثارها الأستاذ المعداوي على صفحات (الرسالة)، عن أحد الكتاب الشيوخ الذين سوف يكتب عنهم التاريخ في المستقبل بأحرف من نور. . لقد استخدم الأستاذ معوله في غير ترفق ولا أناة)! ثم اختتمت الصحفية الأديبة حديثها - وأستسمح الكاتب الكبير - اختتمته بهذه الكلمات:(لقد كتب الأستاذ سعيد العريان يوماً عن أديب العربية الرافعي في كتابه (حياة الرافعي)، كتب يقول: لقد كان الرافعي طويل اللسان من أول يوم، وإذا جاز لي أن أستعير منه هذا التعبير لقلت لصاحب التعقيبات: إنك طويل اللسان من أول يوم تخطوه في طريق المجد. . المجد الأدبي العظيم الذي ينتظرك إذا ما حاولت أن تبقي على الشمعة التي تضيء لنا الطريق)!
إلى هنا ينتهي رأي الزميلة الصحفية في الأستاذ المعداوي. . وكان ردي عليها حين اختتمت حديثها معي: (رأيي في الأستاذ المعداوي - ولا أقول هذا عن نفاق أو رياء - أنه