الأخص بأخواتهن من مختلف الطبقات صحياً وخلقياً وأدبياً، فيكن قد عالجن الداء من أساسه، فالمرأة ليست نصف الأمة فحسب، بل هي مربية النصف الآخر منها كذلك. ومما يزيدنا تفاؤلاً أن البلاد اليوم روحا تفعل في نفوس الأفراد والجمعيات فعل الخير، متجهة بها من الوحدات الجزئية إلى وحدات كلية مما يساعد على استثمار نهضة المرأة
واستثمار نهضة المرأة يقوم على تعاون ثلاث قوى: جمهور المتعلمات، والحكومة، والشعب
أما واجب المتعلمات فالمبادرة بالاستعداد لعقد مؤتمر نسائي تمهيدي تشمله الحكومة برعايتها، تشترك فيه كافة الجمعيات النسائية على اختلاف مذاهبها وغاياتها، ويدعى إليه أكبر عدد ممكن من فضليات السيدات والآنسات المتعلمات، ليكون واسطة للتعارف وتوحيد الجهود، ووضع الأسس لخطةٍ عملية منتجة بعد المناقشة والبحث في خير الوسائل لمعالجة نواحي الضعف التي توكل كل منها إلى لجنة تقتلها بحثاً ودرساً، ثم تقرر الوسائل الكفيلة بعلاجها. فتؤلف لجنة مثلاً لبحث خير الذرائع لرفع مستوى أخلاق النشء، ولجنة ثانية لتحسين الصحة العامة، وثالثة لمحاربة الخرافات والعادات الذميمة، ورابعة لتنظيم الإحسان وتخفيف ويلات البؤس، وخامسة لتوفير السعادة العائلية وإصلاح حال الأسرة، وسادسة للعناية بالولد صحياً وخلقياً، طفلاً ويافعاً، وسابعة للشؤون القومية والاقتصادية، وثامنة لنشر الثقافة والفنون بين المتعلمات، إلى آخر ما يراه المؤتمر من الموضوعات جديراً بتأليف لجنة لبحثه، وبعد أن تنتهي اللجان من أبحاثها الدقيقة وتكون قد دعمتها بالأدلة والإحصاءات كلما أمكن، واستعانت على استفاء ما ينقصها من المعلومات باستقائها من مصادرها في مختلف مصالح الحكومة والمؤسسات الوطنية والأجنبية التي تشتغل بالشؤون الاجتماعية في مصر أو الخارج، تكون قراراتها بمثابة الخطة الحكيمة لقيادة جيوش المتطوعات إلى حرب صامتة في مظهرها، مصلحة طموح في جوهرها، عدتها التعاون والهمة، وسلاحها الإيثار والتضحية، ثم يبدأ زحف كتائب المتطوعات على الأحياء الفقيرة في العواصم، ثم يتقدمن بزحفهن إلى البنادر، ثم إلى الريف، لنشر الدعاية الصحية والتهذيبية، وإرشاد الفقيرات وتعليمهن النظافة والعناية بالأولاد الخ
ولما كانت الإطالة في شرح أعمال تلك اللجان واستيعاب النقط التي تدخل في لجنة كل