إقبال يا شاعر الإسلام! ويا شاعر الشرق، ويا شاعر الحياة، ويا شاعر الإنسانية، ويا شاعر الحرية والجهاد، والتجديد والتقدم والإقدام، ويا شاعر الجمال والجلال.
لقد حييتك على بعد الديار وشط المزار، وأشدت بذكرك، وعرفت بفضلك، وأهديت إليك منظومة اللمعات جواباً لكتابيك وموزخودى وأسرار بيخودى.
وأنا اليوم أحييك على القرب، وسيان في عظمتك القريب والبعيد. إن هذا الضياء لا يعترف بالمسافات. ولا تبعد عليه الغايات إن هذا الفكر الذي يطوي الآفاق، ويخترق السبع الطباق، لا تختلف عنده الأرجاء، فالقريب والنائي لده سواء. كان من أماني أن أزورك في حياتي؛ ثم تمنيت أن أزور ضريحك بعد مماتك. وهأنذا أشرف بأن ألقي أمامك هذه الكلمات، وأودع ضريحك هذه الزهرات.
عربي يهدي لروضك زهراً ... ذا فخار بروضه واعتزاز
كلمات تضمنت كل معنى ... من ديار الإسلام في إيجاز
بلسان القرآن خطت ففيها ... نفحات التنزيل والإعجاز
فاقبلنها على ضآلة قدري ... فهي في الحق (أرمقان) الحجاز
لقد ضمنت آثارك لك الخلود في هذه الدنيا، وعند الله جزاؤك في العقبى جزاء المجاهدين المخلصين.
والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين.