الاشتراكيون (النازي) على زمام الحكم في سنة ١٩٣٣، كان فون أوسيتسكي ممن قبض عليهم من الكتاب المعارضين للمبادئ الهتلرية؛ فزج من ذلك الحين في أحد معسكرات الاعتقال المشهورة دون محاكمة أو تهمة معينة، وعانى في الاعتقال ضروباً مرهقة من الحرمان والتعذيب؛ والتمس كثير من الهيئات الأدبية والكتاب في مختلف الأمم من الحكومة الألمانية أن تطلق سراحه فأبت حتى أشرف الكاتب المعتقل على الموت، وعندئذ فقط سمحت بأن يغادر معسكر الاعتقال إلى أحد المستشفيات، حيث هو الآن تحت الحجر والاعتقال.
ورأت الهيئات الأدبية المختلفة وأكابر الكتاب في أنحاء العالم أن يلفتوا نظر جامعة السويد إلى قصة هذا الكاتب الشهيد لكي تمنحه جائزة نوبل للسلام، واشترك في تقديم هذا الطلب رومان رولان، وابتون سنكلير، وهنريش مان، والفيلسوف ليفي بريل، وأميل لودفيج، وجيللمو فيريرو وغيرهم، تقديراً لخدماته وكتاباته الكثيرة في سبيل قضية السلام؛ وكان أن شاطرت اللجنة المختصة تقدير الرأي العالمي ومنحت كارل فون أوسيتسكي هذا الشرف العظيم.
والآن يحتضر فون أوسيتسكي على سرير موته، وقد يموت بعد أيام أو أسابيع قلائل دون أن يعرف شيئاً عن الشرف العظيم الذي أسبغ عليه.
أما اعتبار الحكومة الألمانية مواطنها خائناً، فلأنه كان قبل تبوئها الحكم بأعوام، يكافح بالقلم في سبيل السلام.
كتاب عن نابليون لاوكتاف أوبري
أوكتاف أوبري كاتب ومؤرخ من أشهر كتاب فرنسا الحاليين؛ وهو مؤرخ قبل كل شيء يمتاز بأسلوبه الشائق وبيانه الساحر في عرض الوقائع وتصنيفها؛ وقد اتخذ في الأعوام الأخيرة عصر نابليون بونابرت ميداناً لمباحثه، وأصدر عن نابليون وعن العصر وأبطاله عدة كتب: وآخرها كتاب (نابليون وعصره وفي هذا الكتاب يعني أوكتاف أوبري بالنواحي الشخصية والاجتماعية أكثر مما يعني بالنواحي السياسية والعسكرية؛ فلست تقرأ في كتابه استعراضاً تاريخياً جامداً، وإنما تقرأ قصة ممتعة عن الإمبراطور، وأطوار حياته الشخصية، وعن خاصته وصحبه من الرجال والنساء، وعن حوادثه الغرامية؛ وتقرأ عن