جوزفين وعن منافساتها فصولاً شائقة؛ ثم تقرأ تفاصيل المأساة الأخيرة: نفى الإمبراطور، واعتقاله في سنت هيلانة، وما قاساه من الآلام المادية والمعنوية، وتعرف الكثير عن بطانته التي صحبته في الاعتقال من رجال ونساء إلى أن تصل إلى ختام المأساة في جو يفيض سحراً وتأثراً. ويفرد أوكتاف أوبري للإمبراطورة ماري لويز بحثاً شائقاً يحلل فيه شخصية هذه الأميرة التي ألقتها أقدار الحرب والسياسة في طريق الإمبراطور، وأنجبت منه ولده (ملك رومة) أو النسر الصغير أو الدوق فون ريخشتاث، كما يسميه آل هبسبورج.
هذه محتويات كتاب أوبري تغري بالقراءة، ويحطيها جميعاً جو من السحر المؤثر.
بين العلم والعاطفة
كثر الجدل منذ حين في إنكلترا حول مسألة اجتماعية وإنسانية دقيقة، وهي هل يحق للإنسان أن يعاون على الموت شخصاً عزيزاً عليه أصابه المرض وعز شفاؤه؛ وقد ثارت هذه المسألة أخيراً في ألمانيا على اثر ظهور رواية للكاتب الوطني الاشتراكي الدكتور هلموث عنوانها (الرسالة والضمير) ويطلبها طبيب يعالج هذا السؤال: هل يحق لي أن أعجل الموت لمريض استعصى شفاؤه، أم يجب علي الانتظار حتى يوافيه الموت؛ وقد عنى ببحث هذه المسألة عدة من أكابر الأطباء الألمان، وأذاعوا آراءهم في الصحف؛ فيرى الأستاذ زاوربروخ الجراح الأشهر، أن هذه مسألة ضمير لا يمكن حلها على هذا الوجه، وأنه لا يمكن أن توضع لها قاعدة ولا أن يشرع لها قانون، وهي تبعة عظمى لا يمكن أن يحتملها الطبيب بسهولة. ويقول الدكتور كلاري الأخصائي الكبير في مباحث السل؛ إنها مسألة لا يمكن التسليم بها، ولا معنى مطلقاً لأن تثار مسألة اليأس من الشفاء لأن العلم يتقدم ويأتي كل يوم بالعجائب، فمن يدرينا أنه لن يكتشف بين اليوم والغد علاج للسرطان مثلاً؟ إنه من الاستهانة الكبرى أن تعامل الحياة بمثل هذه الرعونة بحجة الإشفاق على مريض عزيز؛ ويؤيده الدكتور أونفرخت في ذلك ويقول إن مهمة الطب هي أن تعاون على صون الحياة وإطالتها، لا على تحطيمها والتعجيل بسحقها؛ وهذا هو رأي معظم أعلام الطب في ألمانيا في هذه المسألة الدقيقة.