الدفاع عن القطر المصري إذا هوجم من الجهة الغربية. على أنه يغلب أن يكون الحصن المقام بها والسابق ذكره يرجع إلى عهد هذا الإمبراطور. ويظهر أن التاريخ يعيد نفسه، فقد كانت أيضاً نقطة دفاع مهمة في السنة الماضية وفي هذه السنة ضد الهجوم الإيطالي المتوقع من الجهة الغربية
وليست هناك في الواقع آثار يمكن الاستدلال منها على مركز مرسى مطروح قديماً وما كان لها من الأهمية في العصور السابقة. والظاهر أن البحيرة الممتدة غرب الميناء الحالي هي التي كانت مستعملة قديماً للرومان واليونان وهي بحيرة منيعة. ولا تزال بها آثار رصيف حجري يقع على مقربة من طرفها الشرقي
وبالقرب من موقع جامع البلدة الجديدة توجد آثار بناء قديم به بعض النقوش. ولهذا البناء ممر (نفق) تحت الأرض يصل إلى شاطئ البحر، ويسمى هذا البناء (فيلا كليوبطرة) وأحياناً (حمام كيلوبطرة)
أما البحيرات الشرقية من الميناء فيوجد بها بعض درجات صخرية قديمة توصل من الشاطئ إلى شرفة من الصخور المطلة على البحيرة، ولا يعرف تاريخها بالضبط، وفي نهاية هذه البحيرة من الجهة الشرقية أقام بنك مصر ملاحة كبيرة معطلة للآن عن العمل. وفي جنوب البلدة سلسلة من التلال المرتفعة بها عدد من الكهوف الصخرية يظهر أنها كانت مستعملة كمقابر وعلى مقربة منها برج مرتفع يشرف على البلدة جميعها وبجواره سلسلة مواقع حربية حصينة.
البلدة الحديثة
أما البلدة الحديثة فمشيدة بنظام هندسي بديع على أرض مستوية يقع أمامها البحر، وسلسلة صخور. وإلى الخلف سلسلة من المرتفعات الحصينة الصخرية وبها محافظة الصحراء الغربية، وهي مركز تجاري عظيم للقوافل بينها وبين سيوة، وبها سنترال عام للمواصلات الخارجية، وهي آخر محطة في الخط الحديدي الواصل من الإسكندرية. وبها فنادق حديثة. ويعتبر فندق (الليدو) من فنادق الدرجة الأولى إذ أن كل غرفة فيه مجهزة بحمام للمياه الساخنة والباردة. وأما شاطئ البحر الرملي اللامع فيعد من أحسن شواطئ العالم جمالاً وهدوءاً، بل إنه يضارع شاطئ الريفيرا نفسه. وقد أصبحت البلدة الآن محطة عظيمة