هو يوم البعث والحساب، وشكه هذا يظهر على لسان الأميرة كنستانس عندما تخاطب الكردينال قائلة:(أن كان حقا ما تقول عن وجود حياة أخرى مجتمع فيها بأصدقائنا فأني لا شك واجدة ولدي الذي فقدته في المهد صبياً).
آما اعتقاد شكسبير في وجود الإله فكان عقيدة ثابتة لا شك فيها ولا مراء. فهو دائما يذكر الإله في عدد من رواياته وعندما يقصد إظهار أمر عظيم يقسم بالإله الأعظم الذي تطأطئ له جباه البشر؛ فهو يقول على لسان بانكو:(أني لأقسم إمام الإله القدير أن أحارب جميع المكائد التي يقصد منها خراب الأمة والبلاد).
وفي رواية روميو وجولييت تظهر لنا عقيدته في المعمودية، فالإنسان إذا اقترف أمراً منكرا وجب عليه أن يتعمد مرة أخرى فيصبح كأنه حديث النشأة والولادة ويتخلص بواسطة ذلك مما لحقه من ذنوب ومعاص.
واهم هذه العقائد الدينية الكثيرة التي ضمنها شكسبير رواياته عقيدتان: أولاهما حق الملك الآلهي، وثانيتهما عقيدة تناسخ الأرواح؛ وقد ذكرت العقيدة الأولى في موضعين من روايات شكسبير: أحدهما في رواية الملك ريشارد الثاني عندما يهتف الملك قائلا: (أن جميع مياه المحيطات لعاجزة عن أن تمحو الزيت المقدس عن الملك المنصب من قبل الآلهة). والآخر في رواية مكبث عندما يتقدم الطبيب إلى مالكولم بقوله واصفا الملك القديس:(ولمسة من يده التي وضع فيها الإله قدسية وطهارة لم يضعهما في غيره كانت كافية لان تشفى المرضى والمصابين).
من هاتين الفقرتين يتبين أن شكسبير كان يؤمن بحق الملك الآلهي، وانهم نفر من الناس اختارهم الله لإدارة شعوبه، فعليهم طاعتهم وتنفيذ أوامرهم. وليس من العجيب أن يعتقد هذا الاعتقاد وقد وجد في عصر سادت فيه هذه العقيدة وآمن بها الناس على اختلاف ملكهم ونحلهم، ولم تكن لأفكار الحرّة قد انتشرت بعد، بل كان الناس يفضلون كل ما هو قديم موجود.
وأما العقيدة الثانية كما ذكرنا فهي عقيدة تناسخ الأرواح، وهذه تؤلف قسما من النظرية المعروفة لدينا بنظرية فيثاغورس التي تقول بانتقال بعض الأرواح من أجسادها إلى أجساد أخرى، فروح الرجل التقى الورع تنتقل إلى جسد كريم تحل فيه وتتخذ منه مكاناً لأقامتها،