لم يفارقه النشاط أبداً، فقد كان به مؤمناً؛ بل هو نشاط المؤمن
لم يفقد نشاطه برغم ما شدت عليه الحادثات من فقد العزيز وطول العمر
وكان كلما تقدم في السن سير النشاط وفق السن، فهو لم ينزل عنه وإن سلم بالدرجات فيه
فخره أنه لم يكن عجوزاً ولا عاجزاً، بل كان دائما قادراً ماهراً، ولقد جمعنا حوله في حياته؛ وهاهو اليوم يدعونا فيجمعنا لتخليد ذكراه مثالاً لنا لا ننساه.
هانحن أولاء، أبناء الناصرية، نجتمع اليوم من عهود مختلفات، وسنين متباعدات، ولكن ألا يجمعنا جميعاً ذلك اليوم الذي يرجع بنا إلى عهد جدول الضرب وحصة المحفوظات!
ألا عودوا بنا لحظة إلى تلك العهود
ألسنا نتمناها جميعاً برغم ما كان فيها من رجفات الامتحانات!
السنا نحيا بذكراها اليوم سعداء، وسط هذا العالم المضطرب، وسط هذه الألوان من حياة الانفعالات!
نعم
لا يلبث القرناء أن يتفرقوا ... ليل يكر عليهم ونهار
إنما
من عنده لي عهدٌ لا يُضيِّعه ... كما له عهد صدق لا أُضيِّعه
نعم. إننا هنا اليوم مع أبناء اليوم ولكننا هناك في ذلك اليوم
أليس كذلك يا زميل التختة الواحدة؟
أليس كذلك يا زملاء المائدة الواحدة؟
أليس كذلك يا زملاء (العنبر) الواحد؟
أليس كذلك يا زميل (العيش الحاف، والحبس بعد الانصراف)؟
إن للناصرية طابعاً على كل من ورد عليها
وإن لنا لحنيناً إلى تلك الأيام الحلوة برغم (زنزانة) الحبس بالانفراد
إلى تلك الأيام الناضرة، وإن كانت قد ذهبت مع التاريخ في سجل الماضي البعيد، وإن كانت كذلك تنم لنا على ما دارت به معنا عجلات السنين من عدد السنين
وهل في الوجود معنى هو أحب إلى الرجل من عهد الصبا، ولا أسرع بالنفس ذهاباً إليه