أما الجانب الخاص، فيصور الصراع بين جحا وامرأته، ومن وراء جحا ابنته ميمونة، وابن أخيه حماد. وتسير أحداث هذا الخط لتحقيق الغرض الثاني من المسرحية، وهو تصوير الجانب الإنساني في حياة جحا. ويبدو لنا أن المؤلف قد اعتمد على هذا الجانب ليستغل هذه الشخصية المرحة الساخرة في أثار الضحك وسنستعرض المسرحية، ونتتبع المؤلف في هذين الخطين لنرى إلى أي حد وصل إلى تحقيق غرضه
. . . ففي مدينة الكوفة. . . نرى (جحا) يعظ الناس أمام أحد المساجد. . وعندما يتبين للوالي أنه يبصر الناس بما هم فيه من بؤس، يغزله من عمله. . ويعود جحا إلى داره خائفاً من زوجته السفيهة. . . السليطة اللسان. . فيقابله ابن أخيه حماد ويشير عليه بأن يعمل في زراعة الأرض، وعندما يوافق جحا على ذلك، يسمع دق الطبول. . . وإذا بالجراد قد سندت أرجاله الأفق. . . وأني على زرع البلاد!
. . . ويثور الفلاحون على الملاك، ويقود حماد الثورة، ويفاوض جحا الحاكم المستعمر، فيخلص الثوار من ظلم الملاك، ويعينه الحاكم قاضياً لقضاة بغداد. . ونرى زوجته (أم الغصن) وقد صارت أخلاقها أسوأ مما كانت، وأفسدها البطر، وقد جمعت الخاطبات لابنتها عن زوج ثرى. . . ويأتي حماد، فيخبره جحا بأنه قد عزم على أن يقوم بعمل خطير من شأنه أن يجلى المستعمر عن البلاد، وذلك بأن يهيئ السبيل لتعرض أمامه قضية تشبه قضية البلاد، فيشغل بها الرأي العام، ثم يفصل فيها بما يبطل حجة الغاصب الدخيل، ويتفقان على أن يهب جحا داره لحماد، فيبيع حماد الدار، ويشترط على مشتريها أن يبقى له حق التمتع بمسار في جدارها!. . . .
وتعرض على جحا قضية المسمار، ويشهد الحاكم الأجنبي المحاكمة. . . ويثور الشعب على صاحب المسمار، وينتصر لصاحب الدار فيصبح حماد في الناس قائلاً (ويلكم، ترون المسمار الصغير، ولا ترون المسمار الكبير!. هذا صاحبه فيكم، مروه بنزعه أو فانزعوه بأيديكم!.) وهنا، يأمر الحاكم بالقبض على حجا، ويفر حماد
. . . . ويذهب الحاكم إلى السجن، ليطلب من جحا إخماد الثورة، ودعوة الشعب إلى السكينة، فيطلب منه جحا أن يجلو وجنوده من البلاد، فيأتي الحاكم. . .
وتشتد ثورة الشعب، فيضطر المستعمر إلى الجلاء، ويخرج جحا من السجن، ويزوج ابنته