للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

من حماد، رغم أنف امرأته

هذا هو الخط الرئيسي للأحداث الذي يصور الصراع الأول في المسرحية

ويتتبع هذا الخط نرى أن المؤلف قد أذاع سر مؤامرة جحا وحماد قبل عرض قضية المسمار، وبهذا قضى على عنصر التشويق في أهم أحداث المسرحية. فأضاع الأثر القوي لهذا المشهد الذي يرمز لقضية البلاد

كذلك أخمد دخول امرأة جحا في مشهد القضية من حرارة الأثر النفسي، فأبطل فعل الأحداث السابقة لدخولها، وحول انتباه المشاهد عن قضية المسمار، وهي قضية، إلى شكوى أم الغصن من زوجها، فقضى المؤلف بهذا على التركيز الذي يجب أن يوجه انتباه المشاهد إلى القضية

ولقد كان مشهد مقابلة الحاكم لجحا في السجن طويلاً، فطال بذلك حديثهما عن الجلاء حتى أصبح الحوار مباشراً بعد أن كان رمزياً إلى النغمة الخطابية، فقد بذلك الضباب الذي يكسو العبارات الرمزية التي تلمح للواقع فتجذب انتباه المشاهد ليتبين نفسه من وراء هذا النقاب الخفيف

هذا. . وبخروج جحا من السجن، بعد أن جلا المستعمر عن البلاد، تنتهي الأحداث الرئيسية للمسرحية، وبذلك تنتهي المسرحية دراماتيكيا. ولهذا فلا تأثير للأحداث اللاحقة. وكان من الخير أن تنتهي المسرحية في نهاية المنظر الخامس، وذلك لأن الحركة في المنظر السادس بد بطيئة مملة لانعدام ما يشوق المشاهد أو يجذبه

. . . أما الخط الثاني، الذي يصور الصراع بين جحا وامرأته، والذي أراد المؤلف من ورائه أن يثير الضحك فيتلخص في إبراز سفاهة أم الغصن وشراستها في معاملة جحا، وكراهيتها لحماد، واستعانتها بالخاطبات ليبحثن لابنتها عن زوج ثري. وقد استنفذ إبراز هذه النواحي جزاءا كبيراً من المنظر الثاني، والثالث، والرابع، والمنظر السادس بأكمله تقريباً. وقد أدى هذا التكرار في تصوير اللون الواحد في هذه المناظر إلى ركود الحركة المسرحية، وانعدام التأثير على المشاهد، فبدت هذه الأجزاء مملة إلى حد الضيق. وقد خلا أغلب هذه الأجزاء من المفارقات الطبيعية التي تشيع المرح وتثير الضحك، وذلك لأن المؤلف اقتصر على تصوير الشجار بين جحا وامرأته، وتكرار هذا الشجار في صورة

<<  <  ج:
ص:  >  >>