للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

واحدة تقوم على الشتائم من ناحية أم الغصن، وردود جحا الفلسفية من الناحية الأخرى

أما شخصية ابن جحا (الغصن) فقد خلقها المؤلف ليثير الضحك أيضاً، وأورد على لسانها بعض نوادر جحا المعروفة، كترغيبه الخاطبات في أخته بقوله إنها حامل في شهرها السادس. . . وقد أبرزه المؤلف أبله في أقواله وأفعاله واقتصر على إبراز هذا اللون الواحد في كل مشهد ظهر فيه، فهو يبحث عن ديكه، ثم يتخيل أنه ذبح فيبكيه، وهو ينقلب ديكاً وبهذا، التكرار أبطل المؤلف الأثر الذي أراده لهذه الشخصية وهو إثارة الضحك

أما النوادر التي أوردها المؤلف على لسان جحا وابنه، والتي استعارها من نوادر جحا التركي. فقد وقف في وضع بعضها في الأحداث التي تجعل لها دلالة واقعية لقضية المسمار، وخطبة اليد، وحديثه عن الجمال، أما قصة القدور، وانقلاب الغصن ديكا، وغير ذلك من النوادر التي فقدت تأثيرها الضاحك لأنها أصبحت (قديمة) بالنسبة للشعب؛ فكنا نرجو أن يستبدلها المؤلف بنوادر أخرى من خلقة تتصل بالأحداث وتسخر من بعض أمراضنا الاجتماعية

وبعد. فقد دفعنا تقديرنا وإعجابنا بهذه المسرحية أن نعدد مآخذها وهي قليلة بالنسبة لمحاسنها. . . وأغلبها يقع في الخط الذي يصور الصراع الثانوي. . أما الخط الذي يصور الصراع الرئيسي فقد كان أغلبه كاملاً من حيث البناء، وإنا لنحمد للمؤلف اتجاهه القومي في عمله الفني. . . .

وقد قام بإخراج هذه المسرحية الأستاذ زكي طليمات. . . وسار في إخراجه على المذهب الإيحائي الذي اتجه إليه في السنوات الأخيرة. . . فكان موافقاً في خلق الإطار المادي. . . وبرزت رمزيته في منظر السجن القائم، الرهيب. . . وقد نجح في تحريك المجموعة، وأحسن استغلالها في إحياء الجو النفسي وخاصة في منظر المحكمة

. . . وقام الأستاذ سعيد أبو بكر بدور (جحا). . . فاستطاع بفهمه العميق لهذه الشخصي، وأدائه الطبيعي، أن يصور الألوان العاطفية المختلفة التي رسمها المؤلف. . . . وقام الأستاذ عبد الرحيم الزرقاني بدور الحاكم المستعمر فأفصح بحركاته الهادئة الرصينة عن غطرسة الغاصب وتبلد إحساسه وموت ضميره. . . وعبر بعبارته القوية العميقة عن منطق الظالم الذي يصم أذنه عن سماع صوت الحق القوي. . . وقام الأستاذ عبد المنعم

<<  <  ج:
ص:  >  >>