من أمير المؤمنين شمويل إلى أخيه النائب أبي بكر. سلام كثير. فالذي يقوله هؤلاء الحاملون من أخذ مزارع البنات المتزوجة إلى الأخرى، مما لا يقبله العقل والنقل، فأحذر منه، فالسلام.
يوم السبت ٣ من جمادى الأولى سنة ١٢٧١ هـ
هذا هو نص الرسائل التي عثرت عليها وهي - كما أرى القارئ - رسائل عربية الإهاب واضحة الأسلوب مع مراعاة أنها كتبت قبل محو مائة سنة، وأن كاتبها رجل لم يغدر بلاده إلى بلاد عربية فضلا عن أنه كان مدى ثلاثين سنة متواصلة في حرب مستمرة مع عدو قوي جبار.
والرسائل الثلاث الأولى كتبت في أبان الثورة وفي شئون متصلة بها أشد اتصال. والرسالة الرابعة كتبت ردا على استفتاء في شان من شئون الحياة. وتمتاز عن بقية الرسائل بأنها مذيلة بتاريخ وهو السبت الثالث من جمادى الأولى سنة إحدى وسبعين ومائتين وألف من الهجرة. أي قبل استسلام شامل بنحو خمسة أعوام، فقد أضطر إلى التسليم في صفر سنة ست وسبعين ومائتين وألف.
والشيخ شامل كان لا يعرف اللغة الروسية مع أنه عاش في بلاد كان نفوذ الروس فيها عاما شاملا في كثير من الأوقات بل كان لا يعرف إلى جانب لغته الأصلية إلا اللغة العربية التي كان يحسنها إحسانا فقد ذكر الفيكونت فيليب دي طرازي في تاريخ الصحافة. (ج٢ ص١٧٣) عند كلامه عن سليم دي نوفل واستدعائه سنة ١٨٦١ م لتدريس اللغة العربية في جامعة بترستبورغ ما يأتي. (واتفق أن شاملا المشهور الذي حارب روسيا مدة ٣٢ سنة خضع وسلم لها في ذلك الزمن، وكان لا يحسن اللغة الروسية، بل العربية، فكان سليم ترجمانا بينه وبين القيصر أسكندر الثاني).
وعلى ذكر القيصر أسكندر الثاني أقول: (ذكر الفريق محمد فاضل باشا الداغستاني الذي كان أسيرا لدى الروسيين مع الشيخ شامل - هذه الحادثة:
كان الشيخ شامل مدعوا إلى إحدى الحفلات المقامة في قصر الإمبراطور أسكندر الثاني،