وبينما كان جالسا بجانب القيصر أسكندر الثاني على المائدة التفت إليه القيصر واظهر له عظيم الاحترام والتقدير وقال له:
(إنني فخور جدا أن أرى في مثل هذا اليوم السعيد رجلا عظيما مثلكم في ضيافتي).
فلم يترك شامل هذه التحية تمر بسلام، فالتفت إلى القيصر وأجاب بهدوء:
(لو أن شخصكم الكريم كان في أسرى وضيافتي لكان سروري أعظم وافتخاري بذلك أجل!)
رحم الله شاملا ويرد أثره، فقد عاش كريما يناضل في سبيل دينه ووطنه أكثر من ثلاثين عاما حتى إذا أضطر إلى اللقاء السلاح والاستسلام إلى عدوه لم تفارقه روح الرجل المسلم المناضل الحر، ولو كان جليسه إمبراطور روسيا القيصر أسكندر الثاني.