فقال (دجين): (إن في صنع المعروف لذة يتضاءل أمامها كل جزاء مهما عظم، وتصغر بالقياس إليها كل مكافأة مهما جلت. وحسبي سرورا أن يمكنني الله من القيام بواجب الضيافة، دون نظر إلى جزاء أو شكر.
إن خير ما يكافأ به المحسن - يا سيدي - هو شعوره بأنه أدى واجبه، وفرحه بقدرته على فعل الجميل، وحسب الطيب مكافأة له أنه طيب. هلم فاعتمد ذراعي واتكئ عليها لتساعدك على السير).
فقال (لعلع): (ما أبعد نظرك، وأحكم رأيك، وأصدق نيتك، وأسلم طوبتك! إني لأتنبأ لك بالفوز والفلاح في الدنيا والآخرة. وسيتولى الله - سبحانه - حمايتك، ويخلد على مر الزمان اسمك وسمعتك، ويسخر لك الإنس والجن لمعاونتك وخدمتك، ويجعلهم طوع مشيئتك، ورهن إشارتك)
ثم مشى كلاهما في ضوء النجوم المتألقة في السماء، يلفهما ظلام الليل، ويؤنسهما نقيق الضفادع، ويحوطهما الله برعايته، ويكلؤهما بعنايته.