ممثلين ومخرجين، وقدر لها النجاح، ثم لم تصادف اقبالا من الجماهير فتكبد أصحابها خسائر جسيمة. ولكن ما كان اغنانا نحن في مصر، وما زلنا في خطانا الاولى في هذا الميدان المترامي الاطراف الوعر المسالك، عن ان نجازف منثل هذه المجازفات الخطرة ولما تنضب بعد بين أيدينا المواضيع التي يصح ان نستمد منها مادة لأفلامنا المصرية.
على أن المخرج لم يفلح في خلق الجو الغامض المخيف الذي يسود مثل هذه الافلام، ولذلك كانت مشاهد الفلم - وليست لها تلك الروعة التي تناسب الفكرة - تقابل من الجمهور بكثير من عدم الاكتراث والمبالاة. على أن المحاولة في ذاتها محاولة جريئة مبتكرة - من ناحية الفلم المصري على الاقل - وقد أراد المخرج أن يسير فيها على نمط بعض الافلام الغربية التي من هذا النوع كفلم (فرنكشتين) ولكن لم تسعفه تجاربه وخبرته من الناحية المعنوية، ولا ما تحت يديه من عدد وآلات من الناحية المادية. على أننا نرجو الا تثبط هذه التجربة - وما كانت لها من نتائج تدعو حقا الى اشد الاسف - عزائم السيدة آسيا وتثنيها عن متابعة جهودها، ولعل فلمها القادم يكون أحسن حظاً وأكثر نجاحاً ورواجاً.
ذكرنا أن بالفلم مشاهد رائعة الجمال من تلك الحدائق الغناء والقصور الانيقة والرياش الفاخر مما يعطي لمشاهدي الفلم في الخارج فكرة طيبة عن هذه البلاد، وعن مفاتنها ومغانيها، وينفع في الدعاية لمصر نفعاً لا شك فيه. وقد تقف مميزات الفلم عند هذه الحد فأننا اذا شئنا أن نتحدث عن بعض نواحيه الفنية وجدنا فيها نقصاً كبيراً لعله واضح ملموس حتى لا يخطئه أقل الناس خبرة بمثل هذه الشئون. فالصوت لم يكن حسن الالتقاط ولا دقيقة، والجمل مقطعة تقطيعاً غريباً حتى لتمر الثواني بين الكلمة والكلمة في الجملة الواحدة، وربما اقتضى الموقف ان يلفظها الممثل في تدفق وحرارة، فهذا التقطيع يفسد وقعها ويضيع علىالمشاهد الأثر الذي كان يجب أن تخلفه في نفسه. وصوت الآلات الموسيقية كان أشبه برنين الاواني النحاسية منه بوقع المثاني والمثالث كما يقولون احياناً. . . وكانت (خشخشة) الصوت وما فيه من عيوب واضحة تذكرني بتك الآلة المعلونة (الراديو) التي تزعجني في المنزل اي ازعاج، وقد عدت اليوم شديد الاعجاب بها والرضاء عنها.
كذلك كانت الاضاءة، إلا في بعض المشاهدة الخارجية التي تغني فيها أشعة الشمس