ذكر (وفيات) فقط؛ أما فيما يتعلق بكتاب الصفدي فواضح بعد ما عرفناه من حديث كشف الظنون عنه؛ وأما فيما يتعلق بالكتب الباقية فلأنها تذييل لوفيات الأعيان، فتكون على طريقته: وقد عرفنا من قبل طريقة ابن خلكان في الترجمة والتاريخ.
فلنواصل البحث إذن في فهارس الدار، علنا نجد ذلك الكتاب الذي سمع به ذلك الزميل. . .! هاأنذا أجد أخيراً كتاباَ أسمه (الوفيات) لمن يسمى تقي الدين محمد بن هجرس بن رافع المولود سنة ٧٠٤؛ فلعله الكتاب المنشود، ولعلى أفوز بعد طول العناء بالمقصود. . .
طلبت الكتاب للاطلاع عليه في قاعة المطالعة بالدار (وهو مخطوط) فلم أوفق لتحقيق ذلك، لأن المشرفين على دار الكتب في هذا الميدان لا يحسنون معاملة المطالعين، فتارة يقال لي: وضح الجزء المطلوب!. وتارة يقال لي: إن الكتاب لدى حضرات موظفي الدار!. وتارة يقال إن الكتاب في الخارج. . .! وأخيراً قيل لي بعد أن استعنت بموظف في الدار: إنه موجود في المغارة. . .!
فلم أجد أمامي إلا أعود إلى الفهرس المفصل المطبوع، علّي أجد فيه تلخيصاً لطريقة الكتاب؛ وفعلا وجدت هذا التلخيص، وقد جاء فيه، تحت عنوان:(الوفيات) برقم (١٢٦م) ما يلي:
(تأليف تقي الدين محمد بن هجرس بن رافع، المولود في شهر ذي القعدة سنة ٧٠٤؛ المتوفى في اليوم الثاني عشر من شهر جمادى الأولى، وقيل في اليوم الرابع عشر من جمادى الآخرة من السنة المتقدمة (؟) بدمشق؛ وهو ذيل على تاريخ الحافظ أبي محمد القاسم بن محمد بن يوسف الملقب علم الدين البرزالي الشافعي الدمشقي المولود في شهر جمادى الأولى سنة ٦٦٥؛ في العشر الأخيرة من ذي القعدة، أو في اليوم الرابع من شهر ذي الحجة سنة ٧٣٩ حينما كان محرماً بالحج. . . انتهى البرزالي في تاريخه إلى آخر سنة ٧٣٦ وابتدأ المؤلف ذيله من سنة ٧٣٧ وانتهى فيه إلى سنة ٧٧٣هـ، وفي آخره ترجمة الفيروزابادي وترجمة تمربغا، نقلاً عن المورد الصافي، لابن تغرى بردى؛ نسخة من مجلد، مخطوطة، بقلم معتاد، منقولة من خط الحافظ الشهير بابن ناصر الدين، وقولبت عليه). . .!
إذن ليس هذا الكتاب أيضاً مقصوراً على ذكر الوفيات، بل فيه تراجم وتواريخ؛ وقد وقفت