وأقدم الزهريات الكلاسيكية جميعاً عثر عليه في طبقات أرض ترويا وهي المدينة القديمة في آسيا الصغرى (منطقة الدردنيل) حيث قامت الحرب سجالا بين الأمير مينيلاوس لأستيراد زوجته وبين باريس الذي اختطفها لنفسه، كما تتضح أخبارها في إلياذة هورميروس.
وكانت هذه الزهريات معمولة بيد الإغريقي دون الأستعانة بقرص الإدارة الذي يستعملونه حتى اليوم في صناعة الأواني الفخارية، كما أنها كانت من الطين المحروق دون تلوين، ذات شكل كروي أو أقرب ما يكون إليه، يعلوه عنق أو رقبة أسطوانية غالباً، كما برز من جانبين منها إصبعان مثقوبان للاستعانة بهما في رفعهما وفي تثبيتها إلى المكان الذي تعلق فيه من حبل مار بالثقبين المذكورين بدلا من المقبضين الذين جاءا في الزهريات المتأخرة (ش١).
وكانت زخارفها في أول الأمر بسيطة لا تخرج عن خطوط حفرت حفراً على سطحها حيناً، أو لصقت بها قطع من الفخار صغيرة للغرض نفسه حيناً آخر (ش١).
وأبسط أشكالها على هيئة كرة ذات عنق غاية في القصر بالقياس إلى أرتفاع البدن الكروي، زودت برسوم بارزة لحيوان أو إنسان أو زخرف من نبات (أنظر الستة الأشكال التالية).
وكان هذا النوع الجدير بالدراسة كثير الصنع في قبرص وله أشباه في سوريا وتبريز في أرجوليس التي تخربت في عام ٤٦٨ ق. م.
ووجدت منها أنواع قديمة يرجع تاريخها إلى نحو عام ٢٠٠٠ ق. م، ومن العجيب أن هذه مع قدمها صنعت بواسطة القرص الدائر، علاوة على أنها كانت مزودة بنقوش ملونة بألوان غير لامعة، وهي بهذه الصفة تشبه نظائرها مما وجد في ميكينا
وللتفرقة بين هذه الأنواع (الكلاسيكية) قديمها والجديد، نجد أن أبرز الفوارق يتلخص في أن القديمة كانت رسومها غير لامعة أما الجديدة منها (١٥٠٠ ق. م) فإنها قد تميزت بما ظل مميزاً لكل الزهريات ومصنوعات الفخار الإغريقية بصفة عامة، ألا وهو استخدام الألوان المشتملة على الورنيش في تركيبها -
وكانت الأوان رقيقة صافية نقية على سطح أملس ذي لون مائل إلى الصفرة، بحيث يصبح