اللون الزاهي والأسود الداكن على أكمل وجه من الانسجام.
والأشكال الخارجية للزهريات الكلاسيكية الإغريقية عديدة، لم يميز مرحلتها الأولى عن سواها إلا الشكل المقوس على مقبضين جانبيين مقوسين.
وأخذت الزخارف شكل خطوط متوازنة في أتجاهات مختلفة ومتقاطعة، وشغلت جزءاً محدوداً من سطحها حيناً، وحيناً آخر شغلت معظم ذلك السطح، إلى جانب الوحدة الزخرفية المكونة من (الحلزونية) المحببة إلى نفوس الإغريق.
وكذلك وحدات خيالية بديعة للزهر الملتف حول سيقانه، وزهور الماء، والخطوط التي تسير في شكل موجات وأشكال أسماك ونجوم بحرية وأشكال مرجانية وصدفية من مختلف الأنواع.
وأنتشر هذا الطراز من الزهريات في مناطق عديدة نذكر منها على وجه التخصيص منطقة ميكينا والساحل الشرقي لبلاد الإغريق والجزر الإيجية وجزيرة رودس كريت. وهذه كلها يرجع تاريخ الزهريات فيها إلى نحو عام ١٥٠٠ ق. م كما سبق التنويه
وهناك نوع أشتهر بأسم الزهريات الديبلونية نسبة إلى المكان الذي وجدت فيه عند اثينا وكانت هذه أقل قيمة من ناحية الصنعة والزخرفة الفنية بالقياس إلى تلك التي وجدت في ميكينا، ذلك لأن الفخار الذي صنعت منه كان أكثر خشونة وسطحه أكثر احمراراً، وعملت الوحدات الزخرفية بألوان حمراء بنية مضافة إلى الورنيش المخفف، كما أنها بلغت حجماً كبيراً في كثير من الأحيان، وقد أحاطت بها الزخارف أشبه شيء بحزام التف حولها، وتكونت من خطوط متقطعة أو متصلة وخطوط متكسرة ومجموعات من النقط ودوائر داخل بعضها في البعض أو حلزونية التصميم، أما صور الحيوان أو الطير فقد رسمت في المناطق المربعة الشكل الخالية من الزخارف. وكانت الصور في مجموعها غاية في الباسطة؛ فجاءت الزهريات جافة المظهر لا حياة فيها، على أنها من ناحية تاريخ الفن ذات قيمة لا تنكر لأنها استغرقت المرحلة الزمنية بين الزحف الدوري (١١٠٤ ق. م) وبين القرن السابع قبل الميلاد، وهي بهذا تعتبر الأساس الأول الذي أقيم عليه فن عظيم خالد.
وجاءت الزهريات القبرصية متميزة على الأثُينية بنعومة الطين المصنوعة منه، سطحها ذو لون أصفر فاتح، سمت عليها المصورات بألوان الأسود البني والأبيض والأحمر، لبيان