تتحد فرنسا مع العالم الإنجلوسكسوني لأن (مادية) الأمريكان والإنجليز أقل تطرفاً من مادية السوفييت، ولأن القيود المفروضة على الحياة الروحية والإنتاج الأدبي والفني والثقافي في أمريكا وإنجلترا ضئيلة بالقياس إلى تلك التي يفرضها الاتحاد السوفييتي على حفظة التراث الثقافي.
وقد ترجم كتاب مرسل الجديد إلى الإنجليزية بعنوان:
, , ١٩٥٣.
مكافحة الاضطهاد الفكري على المسرح الأمريكي
من بين المسرحيات القوية التي افتتحت بها برود واي (حي المسارح في نيويورك) موسمها الشتوي الجديد مسرحية (التنكيل) وهي من وضع الروائي الأمريكي الشهير أرثر ميللر مؤلف المسرحية الخالدة (موت البائع) التي استمر تمثيلها ثلاث سنوات متتابعات على أحد المسارح الكبرى في برود واي، والتي تعالج فقدان الطمأنينة الروحية في عالم تكتنفه المادة من كل الجهات.
والمسرحية الجديدة تتخذ حقبة من التاريخ الأمريكي مجالاً لانتقاد موجة الاضطهاد الفكري الذي يواجهها الفنان الأمريكي حين يتطرق إلى معالجة موضوعات فكرية أو سياسية يشوبها طابع متطرف لا يتمشى مع سياسة الحكومة الأمريكية في مواجهة الشيوعية السوفييتية.
وتدور وقائع المسرحية في مدينة (سالم) الأمريكية التي شهدت في أواخر القرن السابع عشر موجة من الاضطهاد الفكري تولى إثارتها نفر من رجال الكنيسة ضد بعض المتحررين من قيود الفكر المسيحي العتيق، والذين أصبحوا فيما بعد من دعائم الفكر المسيحي البروتستانتي المعاصر في العالم الجديد.
وقد تعمد المؤلف في صلب الحوار أن يقسوا أشد القسوة على بعض محترفي السياسة الأمريكان الذين أعمتهم مصالحهم السياسية عن تقدير الرغبة الطبيعية في الانطلاق من القيود الثقيلة التي تهيمن على الفنان المبدع وعلى المثقفين إجمالاً.
والواقع أن عدداً كبيراً من المسرحيات الأمريكية لهذا الموسم الشتوي هزلية أو جسدية تحمل في ثناياها طابع الثورة على هذا النفر من الساسة الأمريكان الذين أخذوا في الآونة