الضغط وجب أن ترتفع درجة الغليان، وعلى هذا فان الماء الذي يوجد في أسفل قصبة النافورة قد تزيد درجة حرارته على درجة الغليان ولكنه لا يغلي عندها لوجوده تحت ضغط عمود الماء الذي يعلوه، إلا أن ارتفاع درجة الحرارة يسبب تمدد الماء ويرفعه إلى مستوى أعلى من المستوى الذي كان عليه في قصبة النافورة، وهذا يسبب تمدد الماء السطحي فيفيض على جوانب الحوض، ولما كان الضغط قد قل بذلك على الماء الموجود في أسفل القصبة فانه يتمكن من الغليان ويتحول جزء كبير منه إلى بخار يدفع طبقات الماء التي تعلوه، ويسمع لمحاولته الخروج إلى السطح العلوي أصوات شديدة كأصوات الفرقعة، وعلى قدر قوة البخر يكون ارتفاع الماء المندفع.
وتوجد النافورات في مناطق ثلاث من العالم هي: -
١ - أيسلندا: ويوجد بها ما ينيف على ١٠٠ نافورة تزدحم منطقة بركانية صغيرة المساحة لا تزيد على ميلين مربعين.
٢ - منطقة يلوستون في الولايات المتحدة وتقع في الغرب منها وفيها بضع مئات من العيون، منها ما يزيد حجما وقوة على النافورات العظمى بأيسلندا واشهرها نافورة دقيقة في مواعيد تفجرها حتى لتكاد تضبط عليها ساعتك، إذ إنها تقذف كل مدة تتراوح بين ٦٠ و٨٠ دقيقة نحو عنان السماء عمودا من الدخان الأبيض إلى ارتفاع ١٥٠ قدما مكونا منظرا من اجمل المناظر الطبيعية.
٣ - في نيوزلندا: توجد الجزيرة الشمالية التي تشتهر نافوراتها بعظم مقدار السليكات التي تخرج ذائبة في مائها والتي ترسب حولها وتكون مدرجات كانت إلى ما قبل سنة ١٨٨٦ مجموعة من اجمل المناظر الطبيعية في العالم حتى حدث أن ثار بركان في نفس السنة هدم الجانب الأكبر منها.
٤ - البراكين: وهي المظهر الرابع لمظاهر الحرارة الباطنة للأرض ومن أهمها ان لم يكن أهمها، ولذا سنترك الكلام عليها إلى مقال آخر يتسع للكلام عنها بالتفصيل اللائق بخطر موضوعها.