للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ضمان وراثي:

كان شارل السادس إمبراطور للنمسا وكانت ابنته ماريا تريزا هي الوارثة للمملكة، واحتياطاً طلب شارل إلى ملوك الدول (بروسيا وروسيا وإنجلترا وفرنسا وإسبانيا) أن يقرروا قبولهم اعتلاء ماري لعرش دون نزاع، وقد وافق الملوك على ذلك وتعرف هذه الوثيقة في التاريخ بوثيقة الضمان الوراثي

ومات شارل السادس في خريف ١٧٤٠ حين من الدهر اعتلت فيه ماريا العرش ولم تجد منازعاً فانصرفت بقوتها وشبابها إذ كانت في الثالثة والعشرين من عمرها إلى العناية بشؤون إمبراطوريتها الشاسعة الأطراف المتعددة الشعوب والأجناس وإصلاح أحوالها والنهوض بها

حرب الوراثة النمساوية: ١٧٤٠ - ١٧٤٨

لكن حلم بالسلام لم يدم طويلاً، ذلك أن فردريك - رغم أن والده كان من الموقعين على الضمان الوراثي - لم يعبأ بهذا الضمان وعرض على ماريا أن نزل عن سيلزيا فرفضت وقالت إنها مستعدة للدفاع عن بقايا رعاياها ولن تبيعهم. حينذاك تقدم فردريك إلى سيلزيا واحتلها واستولى على برزلاو أشهر مدنها ولم يعلن الحرب، وكانت حجته أن سيلزيا كانت ملكاً لأحد أجداده

جمعت ماريا قواتها وتقدمت للقاء فردريك ولكنه انتصر عليها انتصاراً رائعاً في معركة مولتر في أبريل ١٧٤١. . انتهزت فرنسا وإسبانيا وبافاريا وسردينيا الفرصة وحاولت انتزاع أملاك ماريا. تقدمت جيوش فرنسا وبافاريا ودخلت بوهيميا واحتلت براج في نوفمبر ١٧٤١ دوق إمبراطوراً بدلاً من ماريا ولقب شارل السابع)

توغل الأعداء داخل أملاك ماريا ومع هذا لم تفقد شجاعتها ولجأت إلى رعاياها المجربين أقنعتهم بالاشتراك معها فقبلوا

وفي فبراير ١٧٤٢ يوم تتويج شارل السابع إمبراطوراً ودخلت جيوش ماريا ميونخ عاصمة فرنسا. ولتتفرغ ماربا لأعدائها تصالحت مع فردريك وتنازلت له من سيلزيا. قبل فردريك الصلح وترك فرنسا وحيدة وقال عبارته المعروفة (ما اسعد أولئك الذين يستطيعون

<<  <  ج:
ص:  >  >>