يتناسب مع لون الأرضية، فتكون ألوانه أكثر وضوحاً، كما أنه أستخدم اللون الأبيض والأحمر البنفسجي.
وبدأ الفنان يعني بتقسيم مساحة الزهرية كلها إلى اٌسام معينة، بعدما كانت لا تشتمل إلا على فواصل جاءت دون قيد ودون خطة موضوعة. وكان أهم هذه الأقسام مخصصاً لتصوير قصص الأبطال في أغلب الحالات. أما الأقسام الأقل أهمية فكانت مجالا لتصوير الحيوان أو الفرسان على ظهور الجياد أو ما شابه ذلك.
ولعل من أحسن الأمثلة على هذا الاتجاه زهرية مشهورة محفوظة بمتحف برلين تبين فرسان (أمفياراوس) والى جانب المشكاوات الكورنثية وجدت في نفس المرحلة الزمنية مصانع للفخار وعمل الزهريات في إيطاليا، فظهرت في الأفق مجموعة خالكيس تتميز بصور الرجال من الزخارف النباتية التي وجدت بالزهريات الكورنثية.
وشاع ظهور المشكاوات المسماة (أمفورا) ذات المقبضين والتكوين الكروي القائم على قاعدة مستديرة. وقد التف حول وسطها حزام عريض ملئ بصور تمثل سير الأبطال وأحوالهم كعراك هرقليس مع جريونيوس والعراك حول حثة أخيل، والوداع بين هكتور وبين باريس الخ، مما لا تتسع له إلا الكتب.
ولم يدع الحال طويلا على هذا المنوال، فلم يكد يبدأ القرن الخامس قبل الميلاد إلا وكانت أثينا قد بدأت تتغلب شيئاً فشيئاً على المشكاوات التي أنتشرت في إيطاليا وانفردت بالرواج طوال القرن الخامس والنصف الأول من القرن الرابع قبل الميلاد.
أنظر إلى المشكاة رقم (١) وهي المسماة (أمفورا) وتأمل بساطة الزخرفة ثم أنظر إلى مجموعة الرجال وقد أتجه ثلاثة منهم نحو اليسار واثنان نحو اليمين كأنهم في حديث هام، والعجيب أن الفنان استطاع التعبير عما يريد في هذه الرقعة الضيقة بكل إتقان، أما رقم (٣) وهي يسمونها (هيلدا) ذات مقبضين أفقيين اشتملت مصوراتها الألوان الثلاثة: الأسود والأحمر والأبيض وقسمت مساحتها إلى ثلاثة اقسام أفقية أوسطها لرجال ونساء وأعلاها لحيوانات وطيور، أما الأمفورا رقم (٦) فهي ولا شك أكبر حجماً وأرشق تكويناً - والصور الزخرفية هندسية الطابع إغريقية المزاج، ولعلك تذكر أن الوحدة الزخرفية الموجودة أسفل الصورة مباشرة هي ما يسمونها مياندر نسبة إلى نهر ذي تعاريج يأتي