وقد سارت المشكاوات الأتيكية في أول أمرها متأثرة بنظائرها اليونية ثم بالكورنثية حتى أوائل القرن السادس قبل الميلاد حيث استقلت بنوع من التصوير يسمونه (التصوير السود اللون).
وتمتاز الأتيكية المذكورة بجمال اللون الأحمر ورقته ودفئه وكذلك ببريق الورنيش الذي يراه المشاهد لأول وهلة.
هذا من حيث (الصنعة) أما من حيث الإخراج الفني فقد فامتازت المصورات بعناية المصور ومقدرته على تنفيذ الفكرة بأسلوب يدل على المران والتمكن.
كما أنه تفنن في نوع الزخارف فضلا عن عنايته بضبط خطوطها وانحناءاتها وحسن اقتباسه لوحداتها مع التقليل منها ووضعها في أماكن خصصت لها، لا تطغى على المصورات، بل تساعد على توجيه النظر إليها لوجودها في النهايات كأنها إطار يحيط بالمشكاة.
وكان الموضوع المثير لأهتمام الفنان المصور ينحصر في سير الأبطال يستلهم منها مادة فنه، ويلي ذلك مناظر الحياة الاجتماعية والاحداث اليومية يعيش فيها ويتأثر بها ويسجلها في سجله الخالد على الزمن.
ولعل الاتجاه الذي كانت له قيمته الخاصة ذلك الاتجاه نحو تسجيل المناظر الجنائزية في مجموعة عرفت بأسم شكلها على هيئة (الأمفورا) إلا أنها أكثر منها ارتفاعا وأكبر حجماً، وكان الغرض منها تحلية المقابر والجبانات.
والملاحظ أن في هذه المرحلة الزمنية بدأ الفنان يشعر بكيانه وبقيمة عمله فأخذ يسجل أسمه على كل مشكاة يصورها، فجاءت مجموعة (بان أثينا أمفورا) ولا تخلو واحدة منها عن أسم المصور، وهذه المشكاواة كانت تملأ عادة بالزيت لتقدم إلى أوائل المتسابقين اعترافاً لهم بالتفوق والتقدير، في أعياد بن أثينا آلهة المدينة. وبمناسبة كتابة اسماء المصورين أراه لزاما أن اذكر (كليتياس) مصور زهرية فرنسوا المشهورة، وأرجو تيموس وسوفيلوس ونيآرخوس وأولاده الخمسة.
ويتلخص الفارق البارز بين الزهريات (ذات الأجسام الحمر) من (ذات الأجسام السود) في