أن الأخيرة رسمت عليها الأجسام بهذا اللون وأحيطت بلون أرضية الزهرية، على حين كانت ذات الأجسام الحمر عبارة عن خطوط تحديدية غطى ما يحيط بها باللون الأسود الدخيل على الزهرية.
وببلوغ الصنعة هذه الدرجة من التجديد، كان فن تصوير المشكاة قد تقدم من حيث السلوب؛ فأصبح التعبير أكثر قوة عن ذي قبل، كما بدت التفاصيل أكثر دقة وأكمل أداء بالقياس إلى سابقتها التي انفردت باللون الأسود وظلت حافظة على مستوى محدود من الإتقان وقفت عنده.
وبعدما كانت الأجسام البشرية اشبه شئ بوسيلة من وسائل التعبير عن فكرة معينة، أصبحت قوية من حيث إنشائها والأسلوب الفني الذي تم به تصويرها، فكانت العنصر إلهام الواضح الأثر.
وتقدم فن تصوير المشكاة تقدماً مستمراً من ذلك الحين أي منذ حكم بيزستراتس حيث ظهرت الأجسام باللون الأحمر، حتى منتصف القرن الخامس ق. م. عندما ظهرت اسماء لامعة في عالم تصوير المشكاوات أمثال أويفورونيوس وزميله إبيكتيت وغيرهما من المحدثين نسبياً أمثال دوريس وبريجوس وهيرون , , , ورسمت بعض المشكاوات مزودة بأسماء وتفسيرات لبعض مناظرها، كما كتبت بعض المعاني الرمزية للتعبير عن مشاعر خاصة. ومن هذا نرى أن تصوير المشكاة كان فناً له خطره وأثره البالغ؛ إذ تكونت منها مجموعة هي سجل حافل بما يميط اللثام عن حياة الأغارقة بين الواقع وبين الخيال.
وبالنظر إلى الزهرية رقم (٢)(أمفورا) نجدها تشتمل على أجسام باللون الأحمر رسمت في عناية ودقة ملحوظة تمثل مناظر رياضية رائعة، بدت فيها أجسام اللاعبين رشيقة التكوين.
ولا نستطيع أن نتناول بالوصف كل واحدة منها على حدة، وإنما الذي نستطيعه هو أن نوجه نظر القارئ إلى ناحية هامة وهي أن الأشكال ٢، ٤، ٥، ٧، ٨، ٩ رسمت كلها على أرضية سوداء أي بتحديدها ثم طلاء الارضية بهذا اللون وترك الأشكال دون تلوين؛ فتبدو حمراء بلون الأرضية.
ورقم (٤) تبين إبريقاً، و (٥) هيدريا و (٧) ليكيتوس و (٨) كراتر و (٩) وكلها تبين