إنهم لا يستطيعون السباحة ولا يعرفون كيف تلقى الشباك. إن الغواص يندفع يفتش عن اللآلئ، والتاجر ينطلق على الفلك يجمعها، ولكن الأطفال يجمعون الحصى وينثرونه لأنهم لا ينقبون عن الكنوز الخفية، فهم لا يعرفون كيف تلقى الشباك.
البحر يموج كأنه يقهقه، ورمال الشاطئ الصفراء تشف عن بسمة رقيقة، والأمواج إلى جانب الأطفال تردد أغاني لا معنى لها كأنها صوت أم تهدهد طفلها وهو في مهده. إن البحر يداعب الأطفال، ورمال الشاطئ الصفراء تشف عن بسمة رقيقة.
على شاطئ بحر الكون اللانهائي، يتلاقى الأطفال والعاصفة تزمجر في الفضاء، والسفن تتحطم في مجاهل الأمواه. الموت هناك، وهنا الأطفال يلعبون. على شاطئ بحر الكون اللانهائي يتلاقى الأطفال لقاءهم العظيم.
- ٦٠ -
أفيستطيع إنسان أن يعرف من أين يهبط النوم الذي يداعب جفني الطفل؟ نعم، إن الإشاعة تدوي أنه يتخذ له مسكنا في القرية الجميلة التي بين تفاريق الغابة الظلماء لا ينيرها سوى الشعاع الضئيل المنبعث من الفراش المضيء، هناك تتدلى زهرتان فيهما الحياء والفتنة تنفثان ريح النوم فينطلق ليقبل عيني الطفل.
أفيستطيع إنسان أن يعرف من أين تهب البسمة الساحرة التي ترسم على شفتي الطفل وقد غمره النوم؟ نعم، إن الإشاعة تدوي أن شعاعاً رفيقاً ندياً انبعث من القمر وهو هلال فلمس حافة سحابة من سحب الخريف وهي تكاد تتلاشى، فولدت - أول ما ولدت - الابتسامة في أحلام الصباح الندي. . . هذه هي الابتسامة الساحرة التي ترتسم على شفتي الطفل حين يغمره النوم.
أفيستطيع إنسان أن يعرف أين كان يتوارى النشاط الحلو الرقيق الذي يضطرم في أطراف الطفل؟ نعم، حين كانت الأم فتاة ألقت بقلبها في هدوء بين خفايا الحب. . . الحب، إنه هو النشاط الحلو الرقيق الذي يضطرم في أطراف الطفل.
- ٦١ -
حين أحمل إليك - يا بني - اللعب الجميلة الملونة أستطيع أن أعرف لماذا ارتسمت هذه