تحرير المجلة الإسلامية المسماة (ريفيو أورلجن) التي كانت تصدر بالإنجليزية وبقي في هذا العمل حتى ١٩١٤. وبدأ بترجمة معاني القرآن الكريم عام ١٩٠٨. وفي عام ١٩١٤ رأس الفرقة الأحمدية التي انشقت على القاديانية وجعل مقرها مدينة لاهور. ولقد كان صديقا حميما لمحمد علي جناح مؤسس الدولة الباكستانية العظيمة، يستشيره في كل الأمور التي لها مساس بالأمور الدينية، وله مؤلفات باللغة الإنجليزية كثيرة سأذكر معظمها.
ولسنا نجني على الحقيقة حين نزعم أننا نحن العرب المسلمين قد قصرنا في واجب الدعاية للإسلام والتمكين له في بقاع الأرض كما صنع المسلمون في الباكستان.
والأزهر على جلال قده وعلو مكانته في الحياة الإسلامية لم يساهم مساهمة فعلية في الدعاية للإسلام في مدة قرون عشرة من عمره السعيد.
واللغات الحية كالإنجليزية والفرنسية والألمانية لم يكن لها نصيب في مناهج الأزهر لإتقانها إتقانا واسعا للدعاية للإسلام عن طريقها بين الشعوب التي تتكلمها بالكتب والخطب والمجلات على طريقة الدعاة الإسلامية في الباكستان.
ولم ينحصر تقصيرنا في الناحية الدينية معاشر العرب؛ وإنما تجاوزها إلى النواحي الأدبية والسياسية: فلقد امتلأت المطابع في البلاد العربية بالصحف السياسية والمجلات الأدبية. ولكن أحدا لم يفكر في تأسيس صحيفة سياسية قوية باللغة الإنجليزية يتولى العرب أنفسهم الإشراف عليها مباشرة للدعاية للقضايا السياسية التي لا يعرف عنها الذين من إلا سمات مشوهة المعالم. حتى لم تكر جامعة الدول العربية في إنشاء صحيفة من هذا النوع.
فنحن أحوج ما نكون إلى مجلات أدبية وصحف سياسية تصدر باللغات الأجنبية للدعاية إلى آدابنا ومشاكلنا التي لا تزال تفهم فمها مشوها والتي يشوهما خصومنا كما يشاءون في الرأي العام الدولي كما اقتضت مصالحهم ذلك التشويه.
ويقتضيني الاعتراف بالجميل أن أنوه بفضل الدكتور صفاء خلوصي أستاذ المشرقيات بجامعة لندن بما كان يكتب عن الأدب العربي باللغة الإنجليزية في مجلة (إسلامك ريفيو) من بحوث رائعة كان يتجلى فيها ذوقه الأدبي الرفيع وأسلوبه الفاتن في اللغة الانجليزية؛ ونحن نرجو من الدكتور الملهم أن لا يقصر بحوثه الرائعة على آداب العراق في المستقبل.
ونحن نرجو أن لا يبعد ذلك الوقت الذي نشاهد فيه كل قطر عربي صحيفة سياسية ومجلة