أدبية تصدران بالإنجليزية وتبثان الدعاية لأدبنا وقضايانا. في الوقت الذي جعلت المواصلات الحديثة العالم بأسره بقعة واحدة وأرغمت البشر على التلاقي في صعيد واحد للتفاهم والتآلف في أجواء قد يسودها الحب والوئام إذا أشرق عليها نور الإسلام في داعية مركزة وقوية تقوم عليها قلوب مؤمنة بما في الإسلام من خير للإنسانية.
قال مولانا محمد علي:
تمد الإنسانية المعذبة في مشارق الأرض ومغاربها أكف الضراعة، مستنجدة بمن ينقذها من التردي في الهاوية السحيقة التي تنحدر إلى قرارتها في سرعة جنونية. فالاعتقاد بأن التقدم المادي غير المحدود، والسيطرة على الطبيعة بالشكل الذي لم يتوقعه الإنسان سيوصلان الإنسانية إلى السعادة والطمأنينة، قد قضت عليه حوادث السنين السابقة، وأضحت الإنسانية تشعر بفراغ هائل لا تستطيع ملئه غير مبادئ دين صحيح. لسنا ننكر أن التقدم المادي قد عاد على الإنسان بفوائد مادية على مقياس واسع؛ ولكنه في الوقت نفسه قد سلبه الشيء الكثير الذي يمكن أن يوصل السعادة الحقيقة إليه، وحرمه من السكينة وراحة الضمير. إن الإنسانية تتلمس طريقها في الظلام الحالك إلى الطمأنينة التي لا يوصلها إليها غير الإيمان بالله؛ والنظام الذي يسير عليه العالم بأسره. في حاجة ماسة إلى أن يقوم صرحه الشامخ على أسس متينة من الإيمان بالله ووحدة الإنساية، ولا يملك مثل هذا الأساس المتين لتثبيت صرح الإنسانية غير الإسلام
إننا نسمع هذا الصوت مدويا من ديار الغرب هاتفا:(لا يمكن لأوروبا. وهي في سبيل التحليق بحياتها العقلية في الآفاق النائية إلا الاستعانة فما في المجتمع الإسلامي من قوة وأجنحة جبارة تعين على ذلك التحليق البعيد)
ولعلها تنبعث إذ ذاك بين شعوب الشرق قوة جديدة تشيع الحياة في الإسلام، وربما حولته إلى اتجاه جديد إذا استمرت أوربا مندفعة وراء جنونها المادي. وأي إنسان ينكر الاحتمالات التي قد يتمخض عنها تطور من هذا النوع حين يرى على سبيل المثال ما قامت به الجمعية الأحمدية، بما تملك حركتها من قوة أخلاقية وعاطفية دينية عميقة، من النتائج البعيدة المدى في نشر الدعوة للإسلام في المواطن البعيدة عن البلدان التي أشرق نوره عليها.