للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بيضا) فهل كان هذا الناسخ ممن يتقززون من الهمز فقصر أو كان مستعجلا أو طوعت له نفسه أن يصحح كلام أبي العلاء؟. . و (الزهراء والجزاء والأرزاء) هن من مظاهرات (بيضاء) وما جلب تينك السجعتين في اعتقادي إلا هي.

وأوقن كل الإيقان أبا العلاء وصاحب المخصص لم يقولا (زهراء) و (وخضراء غبراء) إكراماً للجوار جوار (مثل) و (مضيئة) فما كان هذا الإمامان هذه (الفتوى اللغوية العصرية) هذا الكلام المفتلت، ولن يعثر على مثله عاثر عند أحد من المتقدمين ولا عند أحد من المتأخرين، أنه كلام لفته صاحبه لفتاً، والعلم ليس بشعوذة أو مخرقة.

من مشاهير العصريين الذين وصفوا الجمع بفعلاء المفردة الأب أنستاس ماري الكرملي في مجلته (لغة العرب) كما أشار إلى ذلك الدكتور مصطفى جواد في مقالة في (مجلة المجمع العلمي العربي) الغراء.

والشيخ إبراهيم اليازجي في مجلته الضياء (س١ج٣) قال: (. . . وبوده أن يكون فداء عن أياديهم البيضاء وأن لا تعدم الآداب نفحات مكارمهم الفيحاء).

والأستاذ مصطفى صادق الرافعي في إحدى مقالاته في (الرسالة) الغراء قال: (. . . فصرخة واحدة من قلب الأزهر القديم تجعل هدير البحر كأنه تسبيح، وترد الأمواج نقية بيضاء كأنها عمائم العلماء).

وقد كتب الأستاذ الرافعي لم يتأمل قول المبرد في الكامل ملياً فجار على هذا المسكين البريء وغلطه وجهله. وكلام (أبي العباس) هو ما رويته آنفاً وما كان هذا الإمام فيه إلا موضحاً كيفية جمع مكسر ومقرراً قاعدته، ولم يغلط في توضيحه وتقريره، ولن يجسر ناح أن يخالفه فيما قال.

لقد كان (أبو السامي) يستعجل في بعض الأوقات في رده ويكربل ويكرمل في نقده. . .

إن أول من نبه على ما توهمه خطأ هو الأستاذ (كرنكو) العرباني الجرماني (رب ذلك الجمع) وهو الذي خطأ الأب أنستاس ونشر التغليط في مجلة (لغة العرب) ثم كانت تلك الفتنة في بلاد العرب. . .

السهمي

<<  <  ج:
ص:  >  >>