للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

الشواطئ بذلك المهاد الجميل؟

هذا الرجل الطيب يعرف أن السباحة رياضة بدنية، وهو مع ذلك يعجز عن السباحة في الخيال

نفرض أن حياة الشواطئ تفتن بعض الناس، فهل يجب أن نقتلع الجذور من كل جمال يدعو إلى الفتون؟

ما رأيه في القمر وقد قيل إنه يهيج الصبوات؟

أنجرّد حملة لإسقاط القمر من أفق السماء؟

ما رأيه في الأزهار وقد قيل إن عطرها يوقظ الشهوات؟

أنجتث كل شجرة مزهرة لتنام عيون أبي العيون؟

الآذان تؤهل لسماع النمائم، فهل نصلم جميع الآذان؟

والجسم السليم يؤهل للمعاصي، فهل نحول الخلائق إلى مهازيل ومعاليل؟

كل نعمة تعرض صاحبها لمتاعب أخلاقية، فهل نطلب زوال النعم لتستقيم الأخلاق؟

إن أبا العيون الواعظ يحتاج إلى واعظ، فأنا أخشى أن يغضب الله عليه إن استمر على هذا الأسلوب، من الوعظ المقلوب

أفي الحق أن الشواطئ ليست إلا مباءة رجس وخلاعة ومجون؟

أهذا كل ما يتصور الباكون على الأخلاق بدموع التماسيح؟

أين إذاً الشعور بجلال الله وجمال الوجود عند زيارة الشواطئ؟

أنتم تدعوننا لزيارة المقابر لنتعظ، ونحن ندعوكم لزيارة الشواطئ لتهتدوا

ضميري لا يسمح بأن أرائي قرائي، فليسمعوا كلمة اللوم على غفلتهم عن الاصطياف، وليسمعوا كلمة الصدق في دعوتهم إلى تنسم هواء البحر من حين إلى حين

أما الخوف من اللؤلؤ المنثور فوق الشواطئ فعلاجه سهل، وهل يصعب عليكم أن تدخلوا الشواطئ بلا عيون؟

عندكم الأقنعة الواقية، وقد وزعتها عليكم الدولة بالمجان منذ سنتين، فالبسوها عند زيارة الشواطئ، لتكونوا في أمان من سحر الجمال ولكن تلك الأقنعة فيها ثقوب تطل منها العيون، فماذا تصنعون؟

<<  <  ج:
ص:  >  >>