أين أنتِ الآن من عطري وألحاني وزهري؟
أين أنت الآن من صدري ليطويك كَسري؟
يا (هنائي) كنتِ في صحراء أعوامي زاهرا
يا (هنائي) كنت في ظلمِة أيامي بدرا
أنت نَضَّرتِ شبابي فنفحتُ الكونَ عطرا
ولكم أشرقت في ليلِ صباباتَي فجرا
وسكبت الوحي في روحي فصغت الشعرَ سحرا
وإذا دنياي أحلامٌ وأنغامٌ وبشرى
وإذا بي بعد ما جرعني الحرمانُ صابا
وأحال اليأسُ دنياي طلاماً وضَبابا
والقنوطُ المرُ أفنى - من أماني - العِذابا
وغدتْ جنةُ أحلامي من البلوى يبابا
لحتِ في حالكِ أيامي - من الغيبِ - شهابا
وتفجرتِ كينبوعٍ وما كنت سرابا
أنا من بعدَكِ لو تدرينَ قَيثارٌ جريجٌ
آهةٌ فوق سماءِ (السين) بالنجوى تبوح
وهزازٌ سرمديُ الحزنِ بالشوق ينوح
وخَيالُ خلفَ أطياِفكِ يغدو ويروح
يا عذابي الحلوَ شعري بين كفيك يفوح
فاسأليه فهو أشواقٌ ودمعٌ وجروحُ
(بغداد)
عبد القادر رشيد الناصري