رئاسة هذه الجمعية (رشيد الدين سنان) الذي تمكن من تأسيس إمارة في سوريا باستخدام الحمام بصورة سرية وتزويد الأهلين بالوقائع التي تحدث في البلاد النائية قبل وصول أخبارها إلى الناس فكان بذلك يعتبر نفسه شيخاً كريماً وإماماً جليلا يرشد الناس إلىالخير ويأمرهم بإتباع طريقته.
وكان (عبد الله بن ميمون) رئيس مذهب الإسماعيلية يتنبأ بالحوادث قبل سماع الناس لها، باستخدامه الحمام الزاجل فكون له مركزاً ممتازاً بين أفراد حاشيته (نجيب عاصم: المرجع السابق ص ٢١).
ويذكر الأستاذ محمد كرد علي في مقال نشره في مجلة المقتطف (ديسمبر سنة ١٩٠٢) أنه منذ سنة ١٨٥٠ - ١٨٦٠ بطل استعمال الزاجل بين الإسكندرونة وحلب لأن بعض لصوص الأكراد أطالوا يد التعدي عليها وقتلوا أكثرها. ويشير إلى أن بعض المؤرخين ذكروا أن الدولة العثمانية أبطلت استعمال الزاجل في أواخر القرن الحادي عشر بعد أن لبث زمناً مستعملا في بلادها فكان العثمانيون أبرع الناس في تربية الزاجل. . . بيد أننا لم نجد في كتب التواريخ العثمانية إشارة إلىأن الدولة العثمانية قد استخدمت الحمام في شئون الرسالة. ولا نقول بهذا جزافاً فإن العالم التركي المعروف نجيب عاصم يؤيدنا في كتابه السالف الذكر. فلا ندري من أين أتى الأستاذ محمد كرد علي بتلك المعلومات وما هي المصادر التركية التي اعتمد عليها في ذلك!