يسمى بورق الطير وتوضع في قوارير ذهبية خفيفة تعلق في عنق الحمام أو في ذيله وأحياناً كانت تربط بجناحيه، ويكتب في الورقة تاريخ يوم الإرسال وساعة حركة الحمام. وقد جرت العادة أن تكتب في أول الرسالة عبارة (الحمد لله) وفي آخرها (والله نكتفي).
وكانت المخابرات تجرى بين البلاد حينذاك كما يلي:
- بين القاهرة والإسكندرية، ودمياط، وغزة؛
- وبين غزة والقدس، والصفد، والشام؛
- وبين الشام وبعلبك، وحلب، وطرابلس الشام؛
- وبين حلب وبهسني.
وقد اعتادوا قديماً على إرسال نسخة ثانية من الرسالة تكون طبقاً لصورة الأصل وذلك لإزالة الخوف الناشئ من ضياع الأصل في الطريق.
وعند وصول الحمام إلىمحله يقوم الموظف المختص بقراءة الرسالة ووضع تاريخ يوم وصولها والساعة التي استلمها فيها.
وشاع استخدام الحمام في الحروب الصليبية؛ ففي سنة ٤٤٩٢هـ حينما حاصر الصليبيون مدينة القدس، قام القائد العربي في موضع (حصار) الوقع بين القدس وإنطاكية، بإبلاغ خبر تسليم المدينة بواسطة الحمام. وصادف أن وقعت حمامة بالقرب من (عكا) بيد الصليبين وفي عنقها رسالة فيها تفاصيل الحركات الحربية لدى المسلمين فاطلع الفرنج على أسرارها؛ وكان لهذه الواقعة أسوأ الأثر في نفوس المسلمين.
وكذلك استخدام السلطان صلاح الدين الأيوبي الحمام في أر سال التعاليم اللازمة إلى المحصورين في عكا فشيد برجاً في جبل (خروبة) للاتصال بهم، فكانت الاتصالات قوية حسب المرام مدة حولين كاملين (٥٨٤ - ٥٨٧هـ)(نجيب عاصم: نفس المرجع، ص ٢٠).
ولقد أساء بعض الزعماء العابثين والرؤساء المفسدين في القيام باستخدام الحمام في أغراضهم الخاصة للوصول به إلى غايات شخصية بحت. ومن بين الوقائع غير المشروعة ما قام به (حسن بن صباح) رئيس الجمعية الحشيشية بالاستفادة من الحمام الزاجل في تحقيق الأغراض التي من أجلها أنشئت الجمعية. وفي سنة ٥٩٥هـ تولى