للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

استخدام الخليفة المتقي بالله في سنة ٣٣ حمام الزاجل في بغداد؛ فقد أرسل هذا الخليفة خطاباً بواسطة الحمام إلى الأمير المصري آقشيد يدعوه إلىمعاونته علىتوزك ويبحث المؤرخ نفسه في حوادث ٣٧٢هـ عن استخدام الحمام في أغراض غير الرسالة)

ورأى صاحب (التعريف) أن الزاجل نشأ في الموصل بالعراق وحافظ عليه الخلفاء الفاطميون بمصر وبالغوا حتى أقر له ديواناً وجرائد بأنساب الحمام. وللقاضي محي الدين بن عبدفي ذلك كتاب سماه بـ (تمائم الحمام).

وأما أول من نقله من الموصل فهو الشهيد نور الدين بن زنكي سنة ٥٦٥هـ ففي هذه السنة اتخذ نور الدين بالشام! الهواوي وهي التي يقال لها المناسيب وهي تطير من البلاد إلى أوكارها، وجعلها في جميع بلاده فساعدته كثيراً في حربه أيام الفرنج (عبد الغني غنام: نفس المرجع ص ١١ وص ٨٥)

والواقع أن السيد خليل داهري من مؤلفي القرن الثاني يحكي عن الأبراج التي شيدت في نقل الرسائل فصارت مدينة الموصل حينذاك مركزاً هاماً لشبكة واسعة من دوائر المراسلات. نور الدين بن محمود قد وسع هذه الشبكة داخل البلاد التي فتح لتلقى الأخبار في أسرع وقت ممكن، فأمر بتشييد الأبراج (البريد) في مصر وسوريا بأن لا تزيد المسافة بين كل برجين عن أثنى عشر ميلاً. وقد عين في هذه الأبراج حراساً يراقبون حركات الحمام طيلة الليل والنهار، وخصص من الخزينة المبالغ الكافية لإدارة شئون هذه التشكيلات. (نجيب عاصم: المرجع السابق ص ١٨).

وفي سنة ٦٢٣هـ قام الخليفة العباسي (أحمد) بتأسيس شبكة أقوى وأحسن مما أسسه نور الدين كما سبق ذكره.

ومما يذكر في هذا الصدد أن أمير الجيش الإسلامي فخر الدين أعلن في سنة ٦٤٨هـ حادثة سقوط مدينة دمياط من جانب (سن لويس) ملك فرنسا بحمام أرسله إلى السلطان صالح نعيم الدين.

ويذكر (جو واتويل) الكاتب الخاص لـ (سن لويس) أن المسلمين أبلغوا خبر ورود الصليبيين إلى بلاد السودان ثلاث مرات بالحمام الزاجل.

ويذكر صاحب كتاب (حمائل الحمامات) أن الرسائل كانت تحرر في ورق حريري خاص

<<  <  ج:
ص:  >  >>