على أن العمل لا ينقطع بمجرد إنشاء هذه الأقنية، فالحاجة إلى أعمال الصيانة لمخازن الكهرباء وما إليها تظل أبداً قائمة، كما تظل الحاجة إلى العمل في الملاحات.
وأمر آخر، وهو أن تحويل المنخفض إلى بحيرة يسبب زيادة صغيرة في سقوط الأمطار على السهل الشمالي، كما يخبرنا بذلك الخبراء في حسابهم الدقيق. ومن الواضح أن هذه النتيجة تكون من أعظم الأمور نفعاً للزراعة في المناطق الساحلية، كما أنها ترفع مستوى الماء في الواحات المختلفة.
إلا إن شبان الأمم جميعها يتطلعون إلى المستقبل: وسيكون أمام مصر، بعد أن تضع هذه الحرب أوزارها، فرص لا تعد للقيام بأعمال إصلاحية تؤدي بها خدمات لنفسها ولغيرها، وتحتل بذلك محلها بين شعوب العالم الرئيسية، متمتعة بثمار أعمالها؛ تلك هي الفرص التي تتيح لأهلها من العلماء، ومهندسي المساحة، والأطباء، ورجال الصناعة، ومهرة الفنيين، والطلاب، أن يتقدموا إلى الأمام - كل يؤدي نصيبه في جعل العلم والصناعة مرداً عذباً ينهل منه جمهور الشعب. ومنخفض القطارة في مصر، على حد قول الدكتور بول في مشروعه المقترح، لا يزيد على أن يكون أحد الأعمال الإنشائية اللازمة بعد الحرب، وهو عمل ينبغي أن ينال تفكيراً جدياً من جميع المهندسين المصريين سواء أكانوا من رجال الكهرباء أم من رجال التعدين، لكي تصبح ثمرة معارفهم ومهارتهم نفعاً عميا لأبناء جلدتهم.