للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

تقهقر عرفه التاريخ الحربي. وفي أثناء تقدم الجيش البريطاني تحت لواء النصر في أراضي ليبيا، ألقى كذلك ميسرة طبيعية أخرى، تلك كانت بحر الرمال الشاسع الذي يلقي بالصعوبات في سبيل وسائل النقل العديدة (الميكانيكية). وبذلك كان الجيش على الدوام خلواً من كابوس العدو إذا عن له أن يصدر الهجوم بهجوم على الجناح أو المؤخرة. مما كان يفسد جميع الخطط الدقيقة التي وضعها القائد مونتغمري. أفلا يصح أن نقول أم منخفض القطارة كان اليد المساعدة التي مدتها الطبيعة إلى مصر، لإنقاذها من العصابات النازية المغبرة؟

ترى، هل يظل منخفض القطارة ذا أهمية لمصرفي في مستقبلها، أم هل يبقى مفازة تتحدى جهود البشر؟ ألا أن هناك مشروعاً نافعاً تقدم به الدكتور جون بول في تقرير له. فقد اقترح في سنة ١٩٢٧، وأعاد اقتراحه مرة ثانية في سنة ١٩٣٣، بأن من الممكن استخدام منخفض القطارة لتوليد الكهرباء بالقوى المائية، وقد بحث الموضوع بمنتهى الدقة، وغرض بشيء من التفصيل لطرق تنفيذه. وإذا نفذ مثل هذا المشروع فان آلافا من العمال يستخدمون في بناء الأقنية من البحر المتوسط إلى حرف المنخفض، كما تستخدم المهارة والكفاية الفنية التي تدخرها مصر في رجال المصاحة والهندسة من أبنائها. ذلك إلى أنه إذا أمكن العثور على بقعة من الأرض مصمتة لا تتخللها المياه لتكون حوضاً للملاحات، كان من السهل إنشاء منجم لملح بمساعدة محطة التوليد الكهربائي، وبذلك يتيسر إنتاج سلعة بثمن زهيد، وهي الملح الذي لا يستغني عنه بيت في البلاد الشرقية.

وبناء على تقدير الدكتور بول يمكن الحصول من محطة الكهرباء على ٢٠٠. ٠٠٠ كيلو واط صافية، وان هذه القوة الكهربائية تزود المناطق الساحلية على الشواطئ المصرية برفاهية لاشك في تقديرها، كما أنها تحول مئات الأميال في مناطق البراري والصحاري إلى مدن ومجتمعات تنبض بالحياة؛ فان هذه القوة الكهربائية هي التي تجلب معها حيث تسير الصناعة والتجارة والعمل لآلاف الناس.

ومن البديهي أن الأمل في إنفاذ ذلك المشروع يتوقف على الحاجة المستقبلة إلى القوة الكهربائية؛ غير أن أهم جزء في نفقات أي مشروع لاستغلال ذلك المنخفض المهمل هو الأعمال الإنشائية اللازمة لحفر الأقنية لمرور المياه من البحر المتوسط إلى المنخفض.

<<  <  ج:
ص:  >  >>