للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

جليل، يفتح في التاريخ المصري فتحا جديداً. ولأن المؤلف قاض نزيه وكاتب كبير، ولأن المترجم من الكتاب المعروفين، ولأن دار النشر الحديث قد بذلت في إخراجه من العناية ما يجعلها جديرة بالثناء العظيم.

وقبل أن نبدأ بالنظر في هذا الكتاب يحسن بنا أن نضع أمام القراء المبادئ الأساسية التي سنسترشد بها في نقدنا، والتي نرى لزاما على كل مترجم أن يراعيها إذا شاء أن تكون ترجمته دقيقة أمينة سليمة.

(١) فأول ما يجب على المترجم أن يكون ملما بموضوع الكتاب الذي يترجمه، وإلا دفع في الخطأ من حيث لا يدري؛ ذلك بأن لكل علم ولكل فرع من علم مصطلحاته الخاصة التي يجب أن يعرفها المؤلف والمترجم. ويصدق هذا على التاريخ كما يصدق على العلوم الطبيعية والرياضية. ففي التاريخ معان وضعت لها مصطلحات اتفق عليها، وأصبح المؤلفون والمترجمون في غير حاجة إلى اختراع ألفاظ جديدة للتعبير عنها، بل أصبح من واجبهم أن يتقيدوا بها إن وجدت، وإلا وقعوا في الفوضى والاضطراب. وقد توجد في الكتاب المترجم أغلاط مطبعية وغير مطبعية، وأسماء الأشخاص وأماكن محرفة وغير محرفة، ولا يستطيع المترجم أن يثبتها على حقيقتها إلا إذا كان عارفا بها أو كان في استطاعته الرجوع إلى المصادر التاريخية التي تمكنه من تحقيقها. وتعريب الأسماء من اللغة الإنجليزية يحتاج إلى كثير من العلم والدقة، وإلا خرج الكتاب مشوها بعيدا عن التحقيق التاريخي قليل القيمة غير مطابق للأصل المترجم.

(٢) كذلك يجب أن تكون الترجمة كالأصل من غير زيادة ولا نقص، ولسنا نرمي بذلك إلى الترجمة الحرفية التي يتقيد صاحبها بالألفاظ فيحتم على نفسه أن يأتي لكل لفظ بما يقابله ولكل عبارة بمثلها مساوية لها في الطول وعدد الكلمات: ليس هذا هو المقصود بل المقصود أن يعبر المترجم عن جميع المعاني الواردة في الأصل المترجم بلغة سليمة وأسلوب صحيح، والأمانة في الترجمة تحتم على المترجم أن لا يحذف من الأصل شيئاً إلا إذا اضطر إلى ذلك اضطراراً، ويجمل به مع ذلك أن يذكر سبب هذا الحذف في هامش الكتاب أو في المقدمة إن شاء.

(٣) ويتفرع من هذا مبدأ ثالث عظيم الأهمية يتوقف عليه جمال الترجمة وسلاسة

<<  <  ج:
ص:  >  >>